السلام عليّ، ثم عليكم، وعلى من يحبني، وعلى من يحبكم.

وحشتوني يا جماعة الخير -يارب سامحني على الكذب- وأدري إني وحشتكم.

فقد انقطعت عنكم منذ شهر رمضان الكريم وتصفدت فيه مثل الشياطين لأتفرغ لعباداتي، وطقوسي الخاصة جداً التي أمارسها كل عام في نفس التوقيت حتى أشحن طاقتي و(بطارية دماغي) وأعود لكم بكامل قواي الفكرية.

وبما إنني مازلت (معيّدة) وطربانة اسمحوا لي في البداية أن أدندن معكم بأغنية حجازية رائعة و(مُنقرضة)، وأنا متأكدة لا يعرفها إلا الشيّاب أصحاب (القلوب الخضراء) والراسخون في الفن مثل حضرتنا. تقول الأغنية:

( ألف، ألف أنا، يا زين في المعنى أنا

والباء، بقلبي غصن ربيته، وربُه ربنا

والتاء، تمنيته حبيبي يشرف عندنا

والثاء، ثبت حُبي في قلبه مثلما في قلبنا).

وعلى سبيل (المقال):

(أ، ب، ت، ث، ج، ح).. حبيت أختبر ذاكرتي معكم بالحروف الهجائية قبل أن نبدأ في هذا المقال، فقد كنت بعيدة تماماً عن الحروف، والكلام، والكتابة، والصُحف، والصحافة، والثقافة وأهلها، وروادها، ومُتعاطيها، حتى كدت أن أنساهم جميعاً.

(خ، د، ذ، ر، ز، س).. سوف أحدثكم اليوم على طريقة المثقفين بما إني عُدت أخيراً إلى (السُلطة الرابعة)، وأمسكت بقلمي وبدأت أمسك ايضاً بعقلي وببنات أفكاري (الهاربات).

(ش، ص، ض، ط، ظ، ع) عموماً؛ كتبت لكم هذا المقال يوم الخميس (الفارط) يعني الماضي، بعد أن انتهيت من زحمة الناس، والعيد، والأهل، والأحبة، وجمعت ما تيسر لي من (العيديات) باعتباري (صغيرة على الحُب) مثل سُعاد حسني.

(غ، ف، ق، ك، ل، م) من المعقول أن أستعين بصديقي العزيز (الجاحظ) الذي سُئل ذات يوم ممن تعلمت الأدب؟

فقال: من قليل الأدب.

وسوف أذكر لكم (طرفة لا أدبية) حدثت عندما كان «حافظ إبراهيم» جالساً في حديقة داره بحلوان، ودخل عليه الأديب الساخر «عبدالعزيز البشري» وبادره قائلاً:

شفتك من بعيد فتصورتك وحدة سِت!

فقال حافظ: «والله يظهر إنه نظرنا ضعف، أنا كمان شفتك وانته جاي وافتكرتك راجل» !

(ن، هـ، و، ي) يوماً ما، ليس من أيام الأسبوع !

وبما إنه ليس كذلك، أعدكم يوماً ما أن أترك السخرية وأصبح كاتبة جادة جداً ودمي ثقيل.