فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات بمنصب الرئيس في بلاده شأن يخصه ويخص الشعب التركي، ولا علاقة له أبدا بالأوهام التي يعيشها بعض العرب، وسبق أن عاشوها مع شخصيات وأحداث أخرى، فالرئيس أردوغان يعمل على توفير الرفاهية لشعبه وإيجاد مكان يليق ببلاده على الساحة الدولية، ولم يتحدث يوما ما عن مشروع يخدم به العرب أو المسلمين إلا بالقدر الذي يحقق دور القيادة لبلاده ومصالحها على الساحة الدولية.

عندما فجرت باكستان قنبلتها النووية كان من بيننا من أسماها القنبلة الإسلامية، ولولا الخجل لأطلق عليها القنبلة العربية، الأمر الذي يؤشر إلى حجم الوهم الذي نعيشه كأمة عربية «عاجزة» وتبحث عمن ينقذها أو يخرجها من هذا العجز، حتى لو كان ذلك على حساب استقلاليتها وقبولها بالتبعية، الأمر نفسه يحدث مع تركيا والرئيس التركي أردوغان.. فلماذا دائما نقتات على إنجازات الآخرين وحرصهم على تطوير بلدانهم وإنجاح مشاريعها؟

السبب موجود في التاريخ، ولو راجعنا بالتحديد في أواسط حكم الدولة العباسية وآخرها، لعثرنا عن بدايات هذه الحالة التي أسماها المفكر العربي مالك بن نبي «القابلية للاستعمار» التي رأى فيها «حالة ركود نتيجة نكسة أو أزمة اجتماعية» لم نبرؤ منها حتى الآن للأسف، وإلا ماذا يجبرنا أن نتشبث بآمال وأوهام ما يسمى بالخلافة الإسلامية التي لم يكن لها وجود أبدا، ويحتفل بعض الأخوة العرب في غزة والقدس والأردن والكويت بهذا الفوز (أردوغان) على اعتبار أن هذا بدايات مشروع الخلافة؟

تكريس فكرة أن الخلاص من هذا الواقع المتردي عند الجماهير لا ينبغي ان يكون إلا بعودة الاستعمار التركي إلى البلاد العربية مرة أخرى، فهذه فكرة خطيرة جدا، والأكثر خطورة تخفيف وقعها عليهم من أن هذا إعادة لما يسمى بالخلافة الإسلامية، مرفقا بها مجموعة من الأحلام الوردية باستعادة أمجاد يدور حولها الكثير من الشك والريبة، لذا يجب التوقف عن ترويج مثل هذه الطروحات، والعمل على بذل الجهد للتخلص من واقعنا بأيدينا وفي إطار سيادتنا ودورنا التاريخي كعرب.