هذا الصيف ازداد سخونة أشد من حرارة الطقس الذي تتجاوز معها درجة الحرارة 40 درجة حتى في أوروبا الباردة أو هكذا يفترض، مع دخول الأندية السعودية في صفقات كبرى رياضية، وكان الحدث الأكبر ببداية العام الحالي بالتوقيع مع الأسطورة كريستيانو رونالدو الذي أوجد ضجة وحراكا عالميا كبيرا أبعد من أن تكون صفقة رياضة، فبوصلة الرياضة اليوم في العالم صوب المملكة العربية السعودية، وتوالت العقود للاعبين عالميين "بنزيمه - كانتي - نفيز" وما زال الصيف ببداية وحتى نهاية أغسطس ما زالت الفرص كبيرة ومتاحة للأندية السعودية، فمع إطلاق عراب رؤية المملكة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتخصيص الرياضة السعودية، وتملك الحصة الأكبر لصندوق الاستثمارات العامة، فهي تعلن عن تحول وتغير كبيرين للرياضة السعودية، وأن هناك حراكا "شاملا" ببناء ملاعب، واستضافات كبرى رياضية ككرة القدم وغيرها، فالمملكة تعيش حراكا كبيرا وليست الرياضة إلا جزء منها، واليوم الأندية تزاحم الأندية الكبرى في الحصول على عقود لاعبين وهي أول سنة والسنوات المقبلة ستحمل الكثير بتدرج حتى تصبح محط نظر للاعبين عالميين، والمملكة لا تعمل كما فعلت الصين أو اليابان، فالمملكة لديها مشروع كبير مستمر وملكية صندوق الاستثمارات العامة تقود ذلك، مما يفتح مرحلة "استدامة وبناء" لسنوات قادمة وليس مرحلة مؤقته، وهذا ما يخلق الفارق مع شغف الجماهيري المنقطع النظر بحب هذه الرياضة التي يعتبر وقود لها، والمنتخب السعودي وصل لكأس العالم 6 مرات فلديها الإمكانيات والقدرات، ووصل نادي الهلال ليكون وصيف الأندية العالمية، والمملكة ستستضيف بطولة أندية العام من خلال نادي الاتحاد، وهكذا تتولى الإنجازات السعودية "كمشروع" وبناء يبنى على أسس متينة ورعاية واهتمام سمو ولي العهد يعطي أكبر دعم وقوة لتحول الرياضة السعودية، التي يتوقع لها أن تستمر وتحقق الأفضل.
الضجيج الذي أحدثه رئيس الاتحاد الأوربي أو بعض المحللين في الإعلام الأوربي حول صفقات الأندية السعودية، لا نحتاج لسرد كثير من الصفقات ونقارن بما يحدث اليوم، أليست هي سوق مفتوحة ونظامية وقانونية في عقد الاتفاقات والعقود مع اللاعبين؟ بل إن السؤال لماذا يترك اللاعبون المنطقة الأوروبية ويأتون للمملكة؟ هي مرحلة تحول كبرى ومشروع رياضي واعد والأسطورة رونالدو أتى وكان قاب قوسين أيضا مسي، وهذا تخطيط وعمل استراتيجي بعيد المدى، حين نفصل عقود لاعبين بالدور الإنجليزي فمثال بلنجهام وقع مع ريال مدريد بقيمة تصل 115 مليون يورو، هاري ماجوير وقع 80 مليون جنية لمانشستر يونايتد وهو احتياط لا يلعب، هازارد وقع لريال مدريد لم يلعب على مدى ثلاث سنوات شيء يذكر وهو بقيمة تفوق 100 مليون يورو، وهذه عقود وليست رواتب؟! مالذي تغير، وتفاصيل كثيرة، وهناك عقود تكسر لتوقيع مع اللاعبين والأندية السعودية لم تكسر ولا عقد مع أنه حق مشروع أن وجد في العقد، هذه سوق وعقود لاعبين وتنافسية عالية، يكسب بها من يدير هذه التفاوضات بحنكة واحترافية، وهذا بتقدير يزيد تنافسية في الرياضة وليس العكس كما يروج.
ننتظر موسما رياضيا جديدا بشغف كبير مع كوكبة هذه النجوم التي ستصبح محط نظر للعالم وليس لنا وحدنا، بما تحمل من قيمة لكل ذلك، وهذا ما يعتبر قيمة كبرى مضافة توازي مايدفع لهم، وهذا أحد الأهداف وليست كلها، فقرارات مدروسة وذات أبعاد كبيرة ستحقق أفضل العوائد للرياضة السعودية والمملكة ككل بإذن الله.
التعليقات