درج صُنّاع السينما الأمريكية والغربية، على وضع عبارة في مُقدِّمة كلّ فيلم، هي: (لم يُؤْذَ حيوانٌ واحدٌ خلال تصوير هذا الفيلم)!.

وبهذا يكون هناك ضمان من الصُنّاع بعدم أذيّة الحيوان مهما كان، سواءً كان قطّة أو كلباً في الشارع، أو دُبًّا أو سنجابًا أو ثعباناً في الغابات، أو طائرًا يطير بجناحيه في السماء، أو سمكًا أو أخطبوطًا في البحر، وهذا يدلّ على إنسانية الصُنّاع تجاه الحيوان، وتمتُّع من الحيوان بالضمان الذي قدّمه الصُنّاع!.

بينما الإنسان الحقيقي حول العالم، لا سيّما الإنسان المسلم، يفتقر لمثل هذا الضمان من الصُنّاع، فيُؤذَى منهم في أغلى ما يملكه، أي في دينه الذي يُشوّهونه ليل نهار، ولولا ضمانٌ سبق من الله بانتشار الإسلام لنجحت حملاتهم التشويهية بامتياز، وكذلك في نبيّ الإسلام، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، الذي يُساء له كلّ حين، ولولا أنّ الله كفاه استهزاء العالمين لنالوا منه غرضهم اللعين!

وكذلك يُؤذَى الإنسان المسلم في عِرْضِه وشرفه وفطرته التي فطره الله عليها فيتفنّن الصُنّاع في تصدير كلّ ما يُلهيه ويفتنه ويُغويه عن الحقّ، ويُشجّعونه على مساوئ الأخلاق بالطرق المباشرة وغير المباشرة، مثل تحبيبه في الحرّية والانحلال الجسدي، والعلاقات المحرّمة خارج نطاق الزواج، والمثلية الجنسية اللعينة، والعنف الذي يُصوّر له كأنّه بطولة ورجولة، واللصوصية والسرقة والفساد باسم الذكاء والاختراعات والعبقرية، وتفتيت العائلة المسلمة باسم الاستقلالية، بل وحتّى الإرهاب يحصرونه في الإنسان المسلم ليتبرمج ذهنياً على أنّه إرهابي فيشعر بالذنب ويسعى لتقليد الإنسان غير المسلم في حياته غير السوية!.

ومع تمتّع الحيوان بضمان الصُنّاع، ومع استحالة أن يصنعوا نسخة أخرى من ضمانهم الحيواني ولكن لصالح المسلم الإنسان، ومع كوْن السينما الأمريكية والغربية أكبر مصدر للمشاهدة العالمية، فالعبء يقع على عاتق المجتمعات المسلمة لتوفير هذا الضمان، والرفق بالإنسان المسلم كما رُفِقَ بالحيوان، بالتمسّك الخالص بدين الإسلام الذي فيه خير للبشرية، والاعتصام بحبله المتين، وعدم الدخول في جُحْر الضِبَ الذي دخله غيرهم، وصناعة سينما مستقلّة محترمة وفنّ راقي ليس فيه ما ساء من الثقافة الأمريكية والغربية، والضمان الحقيقي للإنسان المسلم في أمور الدنيا والآخرة هو توحيد الله وعبادته وطاعته.