قائمة الاتّهام الموجّهة لرئيس الولايات المتحدة السابق الخامس والأربعين دونالد ترامب، تُعَدّ ظاهرة فريدة. لائحة الاتهام تشمل، من ضمن قائمة طويلة عريضة، التآمر وإساءة التعامل وبشكل غير قانوني مع مئات الوثائق السرية في منتجعه في مارالاغو (فلوريدا) بعد تركه منصبه، وتزوير الانتخابات التي سبقت التمرّد في مبنى الكابيتول الأميركي عام 2020.

هذا باختصار يعني التآمر ضدّ الدولة الأميركية، وعرقلة إجراءات رسمية، وانتهاك الحقوق الانتخابية.

إضافة لما سبق، تمّت إدانة ترامب بدفع 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز كرشوة، كي تمتنع عن إفشاء معلومات عن علاقتها الجنسية مع الرئيس السابق أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 2016.

لم تكن قضية الرئيس السابق دونالد ترامب الأولى في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، إذ سبقه في ذلك رؤساء عديدون، أذكر هنا البعض اليسير منهم.

توماس جفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة (1801 - 1809)، هو الآخر تمّ اتهامه بإقامة علاقة مع إمرأة اسمها سالي هيمينغ، وأنجبت منه طفلاً واحداً على الأقل. أما أندرو جونسون، الرئيس السابع عشر، فهو أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يخضع للمحاكمة من قِبل الكونغرس عام 1868. من ضمن أسباب محاكمة جونسون، انتهاكه لقانون عزل أو تعيين أي مسؤول في الحكومة إلا بإذن وموافقة الكونغرس، ومعارضته منح الحقوق السياسية للسود في أميركا.

كذلك تمّ توقيف الرئيس الثامن عشر، ويليس غرانت (1869-1877)، بسبب السرعة في قيادة السيارة، ودفع حينها كفالة 20 دولاراً. أما وارن هاردينغ، الرئيس الـ 29 للولايات المتحدة، فقد عُرف عنه أنّه كان زير نساء، واتُهِم بإقامة العديد من العلاقات العاطفية مع صديقاته.

ثم جاء دور ريتشارد نيكسون، الرئيس السابع والثلاثون، وهو الوحيد الذي تنحّى عن الرئاسة، بعد فضيحة "ووترغيت"، أكبر انحراف عن القيم السياسية في تاريخ أميركا. تمّ اتهام نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديموقراطي المنافس، وانتهت القضية باستقالته في سنة 1974 بعد اكتشاف دوره كمخطط للقضية.

حرص الرئيس الأربعون رونالد ريغان على ترداد مقولته الشهيرة بجعل الولايات المتحدة "عظيمة"، لكنه تعثر سياسياً بعد الكشف عن تورط حكومته بتمويل قوات "كونترا" المعارضة في نيكاراغوا. هذا ليس كل شيء، بل أنّ مصادر التمويل كانت تأتي من عمليات تهريب الهيرويين، إلاّ أنّ الكشف عن التفاصيل لم يؤدِ إلى فضيحة رئاسية.

حصدت الحياة الخاصة للرئيس الثاني والأربعين بيل كلينتون شهرة واسعة بعد الكشف عن فضيحته الجنسية داخل مكتبه في البيت الأبيض. كان كلينتون على علاقة "ساخنة" بالمتدربة الحسناء مونيكا لوينسكي، ألا أنّه أنكر التهم في البداية، ثم اعترف بجريمته بعد الكشف عن الأدلة القاطعة.

آخر الكلام ... لم يتوقف مسلسل الفضائح والمغامرات في الولايات المتحدة هنا، فقد تمّ اتهام هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، في قضايا عدة ومن ضمنها التهرّب الضريبي، واستغلال النفوذ السياسي لوالده، ومخالفة قانون اقتناء سلاح ناري، ومغامراته مع عاملات الجنس ونوادي التعري، إضافة لإدمانه المخدرات، وتعاملاته التجارية المشبوهة في الصين وأوكرانيا.
*كاتب سعودي