تتنامى في العالم الغربي، ظاهرة (الكلاب البشرية)، وهم شريحة من الرجال والنساء الذين انفصمت شخصياتهم انفصاماً عجيباً، فيعيشون حياتيْن مُتناقضتيْن تماماً، فمن جهة يمارسون أعمالهم اليومية بشكل طبيعي، ولدى بعضهم وظائف مرموقة وكثيرٍ من الأموال، ومن جهة أخرى يتصرّفون مثل الكلاب، فيلبسون ما يُشبه وجوه الكلاب وجلودها وذيولها وأنوفها المصنوعة من مادة اللاتكس، ويمشون حبواً على أيديهم وأرجلهم، وينبحون، ويلهثون بألسنتهم لمن يراهم، ويلحسون العظام و(يُمرمشونها) كالذي يأكلها من الكلاب الحقيقية، ويضعون طوقاً حول أعناقهم كي يُقادوا من الناس، يعني عيشة كلاب في كلاب أعزّني وأعزّكم الله!.

وفي بريطانيا وحدها وصل عدد الكلاب البشرية إلى حوالى ١٠ آلاف كلب.. عفواً.. رجل وامرأة، ويقولون إنّ من حقّهم العيْش كالكلاب لأنّها تعيش حياة هانئة وسعيدة وليس فيها قلق من المستقبل، ويحلو فيها الأكل والنوم والمُتع، غير أنّ بعض الأطبّاء النفسيين يفسّرون ذلك بأنّ هؤلاء تعرّضوا لمشكلات في صغرهم سواء تنمّر أو عدم ثقة في النفس، ويبحثون عن حياة جديدة ترتكز على الذُلّ والخضوع والاستسلام للغير!

ولأنّ مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد، فقد تاجر بعض البشر باستكلاب بعض البشر الآخرين، ففتحوا مراكز مُتخصّصة في تدريب كلّ من يريد التحوّل لكلب، وفتحوا كذلك معامل ومحلّات لصناعة وبيع مستلزمات الكلاب البشرية في مشهد مُقرف ومقزّز، وهو أحد إفرازات الحضارة الغربية المادية التي أعتقد أنّها تحتضر وتتقيأ شرّاً قبل زوالها للأبد!.

وهذا الاستكلاب هو فِعْل شيطاني قد أقسم إبليس بأن يأمر به أتباعه لتغيير خلق الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، فحاد الإنسان هناك عن التقويم السوي ورضي بتقويم الكلاب عيشة له، تماماً مثلما أمر المثليين والشواذ بتغيير الفِطْرة التي خلق الله عليها الناس، فأصبح الذكر يعاشر ذكراً، والأنثى تعاشر أنثى، وبعضهم يعاشرون حيوانات كالأزواج، والحمد لله على نعمة الإسلام.