وأنا أشاهد اللقاء الحميمي، الأشبه بلقاء العُشّاق، بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتلبية الأمريكي لكلّ طلبات الإسرائيلي، بل وأكثر من ذلك، خطر على بالي البرنامج التلفزيوني القديم: (ما يطلبه المشاهدون)، الذي يُلبّي طلبات المشاهدين من لقطاتٍ متنوّعة لأغانٍ وأفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية!
وعلى فرض ـ فقط على فرض ـ أنّ إسرائيل أجادت استغلال تلبية الأمريكيين ومعهم الغربيون، وحقّقت كلّ أهدافها، وهي القضاء على حماس، وكلّ حركات المقاومة الفلسطينية، وتهجير أهل غزّة لسيناء، وتهجير أهل الضفّة الغربية للأردن، وتدمير المسجد الأقصى الشريف، وبناء هيكل سليمان محلّه، وزادت نسبة احتلالها لفلسطين إلى ١٠٠٪، فهل ستَقْنَع إسرائيل بذلك، أم ستطلب المزيد من مُنتج ومُخرج برنامج (ما يطلبه المشاهدون، عفواً، الإسرائيليون)؟
لن تقنع، فالقناعة ليست موجودة في معجمها، وستبدأ بسيناء فتقصف من فيها من الفلسطينيين والمصريين، وتطلب تهجيرهم لجُزر الواق الواق، وستطلب نهر النيل، لأنّ الإخوة الآثمين للنبيّ يوسف عليه السلام ممّن كادوا يقتلونه قد شربوا من النهر قبل آلاف السنين، والنيل هو الخط الأزرق الأول الموجود في علم إسرائيل، وقد تطمع في أجزاء من الجزيرة العربية، لأنّ التائهين من اليهود الذين عاقبهم الله بالتيه؛ ربّما قد مرّوا بهذه الأجزاء قبل آلاف السنين، وفي الأصل يعتبر اليهود كلّ مكان مكثوا فيه ولو (ترانزيت) سفر؛ هو أحد حقوقهم المكتسبة، بصفتهم شعب الله المختار، وستطلب نهر الفرات وما حوله من الجهات الأربع الأصلية، والجهات الأربع الفرعية، والفرات هو الخط الثاني الأزرق الموجود في علمها، وستطلب الشام وما فيه حتّى حدود تركيا، لتكون محطّة لاستعادة إسطنبول أو القسطنطينية من قبل الغرب المسيحي الذي يريد الانتقام من الأتراك؛ لفتحهم القسطنطينية في عام ١٤٥٣م!
فإن فعلت إسرائيل هذا، ولِمَ لا تفعله؟ فهذه هي خططها التي تكشَّفَ بعضُها واستتر بعضُها الآخر؟ فلا شكّ بأنّ الأمريكيين والغربيين سيكونون لها خير مُنتج ومُخرج، بإنتاج وإخراج أكثر (Action) من إنتاج وإخراج هوليوود الأمريكية، وبوليوود الهندية!
وليتني أكون مُخطئاً!.
التعليقات