من عناصر الصناعة، أي صناعة، توفّر رأس المال البشري، كي تنجح هذه الصناعة، ولا تُصبح خُردة مُهترئة مثواها الأخير هو مستودعات التشليح وقطع الغيار.
ولو كانت الولايات المتّحدة الأمريكية، بصفتها القوّة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأعظم حالياً في العالم، جادّة في صناعة شرق أوسط جديد، يسوده السلام والرخاء والازدهار، كما تزعم وتعمل له حالياً، لما ألغت عنصر رأس المال البشري لأهل المنطقة العربية، الذين يُكوّنون نسبة ٩٩٩ في الألف من سُكّان الشرق الأوسط، ممّن عاشوا فيها لعشرات القرون الماضية، وما انحازت للنسبة المتبقية وهي (١) في الألف مِنْ السُكّان الإسرائيليين الذين عاشوا في الشرق الأوسط لثلاثة أرباع قرن واحد يتيم، وباغتصاب واحتلال أراضي الغير؛ ومقدّساتهم الدينية، وتشريدهم وتشتيتهم وقتلهم والبطش بهم والتفريق بينهم بلا أدنى رحمة؛ قد تكون موجودة في الحيوانات المفترسة، ولكنّها غابت عن السياسي الأمريكي في دوائر الحكم هناك، والجيش الإسرائيلي الصهيوني.
ومع حال كهذا، فإن صناعة شرق أوسط جديد، Made in USA، هي صناعة زائفة من قبل أن يتحرّك خطّ إنتاجها، ولا يملك المُنصِف سوى تصديق أنّها مؤامرة أمريكية إسرائيلية غربية كُبْرى، بل أكبر مؤامرات التاريخ، ولو نجحت لا قدّر الله ستكون (صياعة)، وليست صناعة شرق أوسط، يكون فيها رأس المال البشري الإسرائيلي هو المستفيد منها، بعكس نسب السُكّان، فتحلّ نسبة (١) في الألف محلّ نسبة ٩٩٩ في الألف من الاستفادة المرجوّة من هذه الصناعة.. عفواً.. الصياعة.
ولطالما تأمّلْتُ في الآية القرآنية الكريمة: (وأنّه أهلك عاداً الأولى)، فإذا كانت دولة عاد في قديم الزمان قد أهلكها الله بريحٍ صرصرٍ عاتية؛ خلال ثمانية أيام بسبب بطشها، والزعم أنّها الأقوى، وهذا ما تفعله الولايات المتّحدة الآن، فهل هي عاد الثانية كي تواجه سُنّة الله في أرضه، وتعود صناعة شرق أوسط جديد بسواعد أبنائه من العرب المخلصين، واتّحادهم وتلاحمهم ضدّ الخطط التي تُحاك ضدّهم، والمؤامرات التي ما خفي منها أعظم؟ ويا أمان العرب والمسلمين.
التعليقات