في كل يوم يمر على الفلسطينيين والعرب يتأكد لهم أن حل الدولتين هي صيغة من صياغات الحرب وتكريس الاحتلال، وأنها غير مجدية ولا لها ثقل سياسي على أرض الواقع الإسرائيلي والغربي: أمريكا وبريطانيا وفرنسا.

الفلسطينيون والعرب يعرفون جيداً: أن الذي يفكر في حل الدولتين لا يقتل الأطفال ويزهق أرواح الخدج في حاضنات المستشفيات، ويقتل النساء بصفتهن أمهات مرضعات، ويجهض الحبلى والحمل، ويهدم البيوت لقتل العائلات دون تمييز بين المواطنين والمقاتلين، ويقطع شرايين الحياة: الماء والكهرباء والوقود ووسائل الاتصال، ويحاصر غزة بالبحر والبر والجو، ويسقط على السكان أطنان القنابل بلا أي ضمير إنساني، وينكل بالمدن والقرى والمخيمات عبر اجتياحات ساعات الليل والفجر، وهذا النهج من العدوان يؤيده شريحة واسعة من السياسيين والشعب الإسرائيلي في الداخل وفي أوروبا، كما يؤيده ساسة الغرب الأوروبي والأمريكي.

أذن أين حل الدولتين بل هي عبارة دارجة في أفواه الديبلوماسيين والخطاب الإعلامي، أو عندما تأخذهم الزيارة إلى الدول العربية.

لماذا لا يتحول إلى مشروع له أجندته وآلياته وقواعده؟ تكون له خطوات وأدبيات حل الدولتين، لا يكون فقط عبارة مجردة ويتيمة، إذًا اشتعلت الحرب تكون حاضرة، وتغيب في السلم.

الذي يرغب بالسلام وحل الدولتين يكون له سلوك مغاير للعدوانية المفرطة التي تظهرها إسرائيل في كل دورة حرب كل (5) سنوات ممنهجة على: الضفة الغربية التي تكاد لا تغيب عنها، وقطاع غزة، وجنوب لبنان. بل على الراغب في السلام أن يظهر ثقافة السلام وسلوك المصالحة، التجاور الجغرافي و(تطييب) الخواطر، بدفن الجراح والعداوات السابقة، أما في سلوك 8 أكتوبر الحرب على غزة هو تدمير كامل لفكرة حل الدولتين، وبالمقابل الدفع بالفلسطينيين والعرب إلى البدايات الأولى بعد نكبة 1948 المطالبة بجميع أراضي فلسطين التاريخية.

تحول حل الدولتين إلى ذريعة للحرب وتعسف الإجراءات واحتلال المزيد من الأراضي وإقامة المستوطنات عبر تقطيع مساحات الأراضي حتى لا يكون هناك مجال لربط الضفة بالقطاع، مع ابتداع حلول تشتت مفهوم الدولة مثل:

- إقامة وطن وليس دولة منزوع السلاح.

- حل الكيانين الضفة منفصلة عن غزة.

- وضع غزة تحت الوصاية الأوربية وحماية الأمم المتحدة.

- تدويل قضية غزة لوحدها.

- عودة إدارة غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن كما كانت قبل 67م.