تعد سياحة المعارض والمؤتمرات من أهم أنواع السياحات العالمية، التي لها تأثيرها الإيجابي في دعم الاقتصادات الوطنية؛ لذا يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة نمو قطاع سياحة المعارض والمؤتمرات في السعودية بنسبة 11% سنويا، على مدار السنوات المقبلة، وهو ما يجعله الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط.

يأتي ذلك بعد أن حققت المملكة العربية السعودية نجاحات اقتصادية غير مسبوقة، ومن ثم استضافتها للعديد من الفعاليات الإقليمية والعالمية، إضافة للفعاليات المحلية، وزيادة حركة نمو سياحة المعارض والمؤتمرات، التي تعد مكوناً أساسياً لقطاع السياحة حول العالم، حيث ترتبط سياحة المؤتمرات بالتطورات الكبيرة في العلاقات الاقتصادية والسياسية بسياحة المعارض، ويعتمد النهوض السياحي في هذا القطاع على توافر عوامل عـدة مثل: اعتدال المناخ، وتوافر المرافق ووسائل الاتصالات، وجـود الفنادق، القاعـات المجهزة لعقد الاجتماعات، المطارات الدولية، موقع المدينة كمنتجع سياحي يوفر مناخاً ملائماً لمثل هذه المؤتمرات.

إن هذا الإسهاب في شرح فلسفة سياحة المؤتمرات والمعارض ضروري حتى تتضح الصورة؛ لأننا أمام كنز اقتصادي حقيقي، فهناك العديد من المدن الكبيرة في العالم يعتمد اقتصادها على استضافة الفعاليات الكبرى، من مؤتمرات ومعارض.

إن الجهات المعنية في المملكة بصناعة وتنظيم تلك الفعاليات العالمية، يبذلون مجهودات كبيرة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي، ولكننا في حاجة ماسة لتدشين مدينة عالمية للمؤتمرات والمعارض، وأقصد هنا أن تكون المدينة متكاملة البنية التحتية والتقنية والخدمات، بل والإعاشة الكاملة، بعيداً عن قلب العاصمة الزحام الخانق، فالاستثمار في هذا القطاع ‬يتطلب بنية تقنية جديدة متطورة ومدينة تمتلك مقومات مدن الجيلين الرابع والخامس من وسائل التكنولوجيا، ليكون لها دورها الجاذب لكبرى الفعاليات العالمية، ومن ثم سيكون لها دورها الفاعل في دعم الاقتصاد الوطني بما يتناسب ومكانته الدولية، وكما ترى الزخم الذي تشهده واجهة الرياض للمؤتمرات والمعارض في السنوات الأخيرة، وهذا دافع لأن نغير من منهجية استضافة الفعاليات الكبرى، بمدن متخصصة ذات طبيعة خاصة، وسيكون لذلك تأثيره على الرواج السياحي، فلن يكتفى العارضون بأيام المعرض أو المؤتمر، بل ستكون هناك برامج سياحية للوفود الأجنبية، خاصة مع تطوير البنية السياحية والفندقة والإعاشة وفنون الضيافة، وتطوير الكوادر الوطنية لغة وعلماً وثقافة، وبالتالي خلق فرص وظيفية نوعية ذات مردود جيد، فالمدينة العالمية للمؤتمرات حل سحري لنمو قطاع السياحة بشكل عام وسياحة المؤتمرات والمعارض بشكل خاص.