لأعوام والدهون داخل جسدك تتحمل كل ما يقال عنها من صفات ذميمة جعلتنا نرغب دوما في التخلص منها ومكافحتها لما تسببه لنا من أمراض قد تودي بحياة البعض، ونجدها تحاول الهرب دوما والاختباء في أماكن معينة تجعل من الصعب الوصول إليها والتخلص منها ولم يدر بخلدنا أنها مثل أي شيء في الحياة منها الصالح والطالح، فقد وجد العلماء أن الدهون أنواع منها الأبيض والبني والرملي أو البيج.

الدهون البنية "الدهون الصديقة" قلبت النظريات كلها حول الدهون فقد وجد الباحثون أنها تساعد على تخفيف الوزن، بل تحمينا من بعض الأمراض المزمنة بفضل الله. فهي تحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة واستهلاك الطاقة، بينما تقوم الدهون البيضاء بتخزين الطاقة لاستخدامها فيما بعد، ما يسبب السمنة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض مثل السكري وأمراض القلب. تنتج الدهون البنية حرارة أكثر بـ300 مرة من أي نسيج آخر في الجسم. وكلما زادت الحرارة المنتجة، ازداد حرق السعرات الحرارية.

وتساعدنا الدهون البنية في المحافظة على حرارة أجسادنا منذ الولادة ويبدأ مخزونها يقل كلما كبرنا في العمر، وتوجد في البالغين بكميات صغيرة حول الرقبة والكتفين. أما الدهون البيج أو الرملية فتوجد في جيوب داخل الدهون البيضاء التي تشير نتائج الدراسات إلى أنه يمكن تنشيطها لتتصرف مثل الدهون البنية وتحرق السعرات الحرارية الزائدة المخزنة في الأنسجة الدهنية البيضاء، خصوصا أنها توجد بنسبة أعلى بكثير من الدهون البنية داخل جسم الإنسان، لذلك يسعى العلماء إلى إيجاد طرق لتحفيزها وتحويلها إلى أنسجة دهنية بنية.

من عجائب خلق الله وقدرته أن الدهون البنية أو الصديقة تتحاور مع الدماغ وتتواصل معه، بحسب ما ورد في بحث لجامعة جورجيا الأمريكية عن طريق أعصاب الجهاز الودي وتتشارك معه معلومات مهمة لمحاربة السمنة آفة العصر مثل كم من الدهون لدينا وكم فقدنا، وكمية ونوع الطاقة الحرة التي تخزن أو تستخدم وكمية الحرارة التي يتم إنتاجه ويوجهها الدماغ لتكسير نفسها لتنتج حرارة أو طاقة حرة تستخدم لتقوم الخلايا بوظائفها.

لذلك تحاول شركات الأدوية جادة العمل على تنشيط هذه الدهون، ووجدوا أن أفضل الطرق لتحفيزها هي البرودة، لذا بمجرد أن توجد في بيئة باردة، أو تسبح في ماء بارد، قد يساعد ذلك على تنشيط كل من مخازن الدهون البنية والرملية في جسدك.

أظهرت الأبحاث الحديثة أن بعض المكونات الغذائية مثل الفلفل والكافيين والكركم والشاي الأخضر والنعناع والأسماك الدهنية يمكن أن تحفز هذه الدهون أيضا.