يتنامى حضور دولتنا على خريطة الاستدامة العالمية، فها هي تشرع أبوابها أمام قادة العالم الذين يجتمعون لمشاركة رؤاهم المستقبلية وأفكارهم المختلفة حول تداعيات التغيّر المناخي، عبر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، ليؤكد ذلك أن «الاستدامة» ليست مجرد كلمة عابرة في قاموس الإمارات، وإنما مفردة أصيلة تثري سجل الدولة الحافل بالمبادرات الرائدة.
الإمارات التي ترفع في «عام الاستدامة 2023» شعار «اليوم للغد»، أدركت مبكراً أن الاستدامة تمثل نبض الإبداع، وسعت من خلال استراتيجية «الأجندة الوطنية الخضراء - 2030»، إلى ترسيخ مكانتها كأكثر دول العالم اهتماماً بالاستدامة والبيئة، وعملت على إرساء أسس الاقتصاد الأخضر القائم على المعرفة والتنافسية، ما حوّلها إلى نموذج يحتذى به في تطبيق معايير الاستدامة في كافة القطاعات.
أما في دبي، فقد شكلت «الاستدامة» مصدر إلهام لقطاع الثقافة والفنون، وساهم تطبيقها في إحداث قفزة نوعية في الممارسات الفنية والمشاريع الإبداعية التي حولت الإمارة إلى منارة معرفية، ومركز لحراك فكري وفني لافت، يثري مشهدها الإبداعي، ونموذج مرموق للمحافظة على البيئة، إيماناً بحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، بأن «جودة البيئة هي جودة للحياة.. والحفاظ عليها، هو حفاظ على مستقبل الأجيال القادمة».
وفي «دبي للثقافة» نسير على نهج قيادتنا، وندرك أن ما ننفذه من مشاريع وبرامج ومبادرات، تشكل الاستدامة جوهرها، تسهم في تحفيز روح الابتكار لدى المبدعين، الذين يعبرون عن اهتمامهم بالبيئة، من خلال مشاريع إبداعية مبتكرة، وهو ما بدا واضحاً في تفاصيل جلسات وورش عمل «مخيم المبدعين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – نسخة الاستدامة»، الذي نظمناه بالتعاون مع «غوغل»، وكذلك مجموعة الأعمال الفنية التي رأت النور في مهرجان سكة للفنون والتصميم، وتجسد ذلك أيضاً في نتاجات سلسلة «إبداعات صديقة للبيئة»، التي أطلقناها بالتعاون مع «كولاب»، دعماً لأهداف «عام الاستدامة»، كما تسهم «منصة فن جميل للأبحاث والممارسات الفنية».
الإمارات تحولت بفضل رؤى قيادتنا، إلى قدوة ومركز مزدهر للتعابير الفنية والممارسات الإبداعية الصديقة للبيئة.
التعليقات