وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارًا باسم «اونروا» وكالة عجيبة غريبة، وكنت أسميها بالوكالة العجوز، حيث تعد من أقدم الوكالات في الأمم المتحدة فالأمم المتحدة برزت للوجود في العام ١٩٤٥م و انروا تأسست في العام ١٩٤٨م .

- أهتمامي كان ومايزال بهذه الوكالة منذ أيام الدراسة الجامعية حيث من يتتبع نشأت وتطور هذه الوكالة واستمراريتها إلى اليوم على الرغم أن هناك مصادر تذكر أنها كانت وكالة طارئة، أو مؤقتة أي أنها اقيمت من أجل حل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين بعد حرب ١٩٤٨ م الحرب التي عرفت بالنكسة والتي على إثرها أعلن قيام دولة ما يسمى بإسرائيل و ضمنياً أصبحت هجرة الفلسطينيين دائمة وبالنتيجة أستمرت الانروا في القيام بدور الرعاية لهولاء اللاجئين إلى يومنا هذا.
- اقيمت أو نشأت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس من من مجلس الأمن بمعنى أن عدد الدول التي صوتت على اقامتها عدد كبير من دول العالم غالبيتها من دول العالم الثالث التي لم يكن أغلبها قد عرف الاستقلال في ذلك الوقت، وتزيد غرابة هذه الوكالة التي أصبحت الدولة الموازية للفلسطينيين عندما نعرف أن تمويلها يأتي من مساهمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومن تبرعات جهات حكومية وأهلية في كثير من دول العالم، و كأننا نقول أن من قرر أن يبقى الشعب الفلسطيني مهجراً، منكسراً مهزوماً قد يكون بدون شكوك كبيرة هو الذي دعم قيام دولة أو وطن قومي لليهود في فلسطين، فوكالة الهجرة اليهودية لديها أموال واستثمارات طائلة في البنوك الأمريكية والاوروبية والعائلات اليهودية المالية واصحاب الثروات من يهود العالم قد يكون لتبرعاتهم يد ليست بالهينة في دعم الوكالة العجوز لتبقـــى مصدر غوث وإعانة للناس في المخيمات المنتشرة في فلسطين والدول العربية.
- وبحسب المصادر التاريخية نعرف أن الدول الأكثر دعماً وتمويلاً لهذه الوكالة هي الولايات المتحدة الأمريكية ويأتي في المرتبة الثانية دول الاتحاد الأوروبي ، وتزيد الشكوك حول هذه الوكالة عندما نعرف أن الدول التي تمول الوكالة تقوم بذلك العمل تطوعاً بمعنـي أن الدول تتبرع بحسب ما يخدم أهدافها وسياساتها مما يجعل حركة وبرامج الوكالة غير بعيدة عن التسييس، هذا إذا عرفنا أن الوكالة في الامم المتحدة على عكس المنظمة، كون الوكالة مرتبطة عضوياً في أهدافها وانشطتها وبرامجها بالأمم المتحدة.