ألكسندر فون هومبولت ألمانيّ الأصل، عاش من 1769 وإلى 1859، مهووس بالملاحظات العلمية كما تقول المؤلفة (وولف) المذهولة هي به أيضاً، ثم من لا ينذهل برجل أسطورة كان يعشق الطبيعة والأشجار والجبال أكثر من عشقه لكل ملذات عصره.
كتب هومبولت عدداً من المؤلفات أصبحت بعد موته، بل في أثناء حياته، مرجعاً علمياً لأوائل من بحثوا وكتبوا في الطبيعة والمناخ والبيئة. كان شاعراً وهو الرحّالة الجغرافي العلمي حين يتحدث عن الأشجار، أشجار معمّرة، وأشجار حمراء، كما كتب عن الخشب، وعرف الأسماك التي تحمل في حراشفها طاقة كهربائية، تسلّق الجبال، وقاس بأدوات بدائية ضغط الهواء، وحرارة الأرض، وكان أوّل من نبّه البشر إلى أن المستعمر لا يقتل الإنسان فقط، بل ويقتل الأشجار.
كتب عن السلاحف والطيور والحيوانات، حيث مملكتها الطبيعية هي الغابات (الرهبان كانوا يستخرجون الزيت من السلاحف)، وعرّفنا بالرئيس الأمريكي جيفرسون، ليس بوصفه السياسي، بل بوصفه عالماً ومثقفاً وبستانياً مثله مثل روح (هومبولت) البستانية.
شرح لنا هذا الرجل البيئي المناخي قبل نحو مئتي عام عن الجمرة الخبيثة، وكيف كان البيت الأبيض عبارة عن خرابة فقط قبل نحو 200 عام، ورأى هو أوّل مرة يُضاء بها (الكابيتول) بالغاز.
تقول أندريا وولف: إن داروين صعد على أكتاف هومبولت.