وبعد نحو 145 عاما، وقع الاختيار على العاصمة السعودية، الرياض، لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 بعد عرضها الذي ركز على تشكيل مستقبل مزدهر ومستدام، متفوقة بجدارة واستحقاق واكتساح على "روما" إيطاليا، و"بوسان الساحلية" في كوريا الجنوبية في حدث عالمي أممي يتجه إليه ملايين الزوار ويجذبهم، بحسب "الحرة من واشنطن" وتقريرها أدناه.

ويعد معرض إكسبو العالمي، الذي يعود تاريخه إلى المعرض الكبير عام 1851 في لندن والمعرض العالمي عام 1889 في باريس الذي شهد بناء برج إيفل، حدثًا استعراضيًا يستمر لأشهر ويجذب ملايين الزوار ويهدف إلى الاستجابة للتحديات العالمية، بحسب وكالة "فرانس برس".

ووفقًا للمكتب الدولي للمعارض (BIE)، المنظمة الحكومية الدولية المسؤولة عن الإشراف على إكسبو وتنظيمها، فإن جميع هذه المعارض الدولية تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع وهي ذات طبيعة غير تجارية، حيث في البداية كانت المعارض عبارة عن منصات لعرض الاختراعات المبتكرة والتقنيات الجديدة مثل الهاتف والسيارات والآلة الكاتبة والتلفزيون والمصعد. وعلى سبيل المثال، كشف ألكسندر غراهام بيل عن الهاتف في معرض إكسبو عام 1876 الذي أقيم في فيلادلفيا، وتم عرض التلفزيون، الذي اخترعه فيلو تايلور فارنسورث في عام 1927، في معرض إكسبو العالمي في نيويورك عام 1939.

وتساعد المعارض في تعزيز الصورة العامة للبلد المضيف والمكانة الوطنية والعالمية، وعلى مستوى أكثر عملية، من المتوقع أن تحقق استضافة المعرض فوائد اقتصادية ضخمة، خاصة في خلق فرص العمل وتعزيز السياحة، ويمثل معرض إكسبو فرصًا لجني الأموال الكبيرة للدول المستضيفة، إذ يدر الأموال والوظائف ويُحدث ضجة عالمية، وفقا لمجلة "بوليتيكو".

السعودية أطلقت حملة تسويقية كبيرة تضمنت معرض "الرياض 2030" بالقرب من برج إيفل وإعلانات واسعة النطاق في جميع أنحاء باريس، كما خصصت ما لا يقل عن 7.8 مليارات دولار للمشروع التاريخي الذي يحمل شعار: "عصر التغيير: معًا لغدٍ مستنير".

وجاء التصويت بعد استعراض ملفات الدول الثلاث المتنافسة، واستعرضت المملكة ملفها لاستضافة إكسبو 2030، حيث كشفت في يونيو الماضي عن المخطط الرئيس لهذا المعرض الضخم، والذي سيتضمن 226 جناحاً ضمن تصميم يشبه الكرة الأرضية، وسيكون هناك خطة نقل متكاملة للمعرض تعتمد على وسائل نقل متعددة وحديثة تشمل المترو، والحافلة المكوكيّة، بالإضافة إلى تهيئة أكثر من 30 ألف موقف سيارات.

كما ترى وكالة "أسوشيتد برس" أن استضافة المعرض من شأنه أن يعزز مساعي ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة الذي يهيمن عليه النفط وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.

وتشمل الخطط السعودية شبكة نقل عام رئيسة ومساحة مستديرة رئيسة فيها حدائق عامة ومرافق ألعاب إلكترونية ومنصات للعروض واسعة النطاق وأماكن رياضية. ويتضمن المشروع التركيز على "تسريع الابتكارات" للحفاظ على النظم البيئية الطبيعية.

عاصمتنا الحبيبة "الرياض" ستكون خطة معرض شامل ونوعيّ للمملكة؛ لتتضمن تحويل الرياض إلى "معرض فني مفتوح بلا جدران"، والتي ستنتظر وترحب بأكثر من 40 مليون زائر خلال الفترة ما بين 1 أكتوبر 2030 و31 مارس 2031.

عراب الرؤية السعودية، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أشار في بيانٍ رصين إلى المعرض باعتباره فرصة للتوسع في الخطط التنموية، وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية: "أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة مثالية لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى، بما في ذلك معرض إكسبو العالمي".

وترى "فرانس برس" أن استضافة المعرض تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسعودية التي يسعى ولي عهدها لتنظيم أهم الأحداث في العالم لوضع المملكة على الخريطة العالمية ولإثبات سيرها في اتجاه أكثر تقدمية اجتماعيًا، فضلا عن احتضانها لقطاعات متطورة مثل التكنولوجيا الخضراء والرعاية الصحية، كما يُعد تاريخ 2030 أيضًا رمزيًا إلى حد كبير لأنه يتزامن مع معلم رئيس في برنامج رؤية 2030 للأمير محمد بن سلمان لتنويع صورة السعودية اقتصاديًا وثقافيًا أيضًا.

وسيقام المعرض على مساحة أكثر من 6 ملايين متر مربع بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي -الجاري تطويره حالياً- ما يسهّل على الزوّار القادمين عبر المطار الوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة قطار الرياض التي تغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة، وتتصل بأحد مداخل المعرض الثلاثة.

ختامًا؛ قالها عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نوفمبر الجاري: إن السعودية تهدف إلى استضافة معرض إكسبو 2030 في الرياض لتقديم نسخة استثنائية غير مسبوقة في تاريخ هذا المعرض تسهم في استشراف مستقبل أفضل للبشرية.