عقب انتهاء لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وفد القمّة العربية الإسلامية الوزاري في واشنطن، أدرك الجميع 3 نتائج مخيفة ومؤلمة:
1- أنّ رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب في غزة هي "صفر"!
2- أن لا استراتيجية أميركية إنقاذية واضحة لملفّ السلام.
3- أنّ "الوزن النسبي لمجموعة الدول" الرئيسية المجتمعة في هذه القمّة شيء ووزن وقيمة و"خاطر" إسرائيل والصوت اليهودي الأميركي شيء آخر!
من الصعب الآن الكشف عمّا حدث في هذا الاجتماع المغلق الذي أحيط بسرّية كاملة وتمّ الإلحاح الأميركي على أن لا يتسرّب عنه شيء من الحضور.
وفُهم، من دون كلام، أنّ استمرار الدعم الأميركي للعملية الإجرامية الإسرائيلية مستمرّ، وذلك اتّضح من:
1- استباق واشنطن لقاء الوفد مع بلينكن، والقرار الذي قدّمته الإمارات في الجلسة الطارئة بناء على المادّة 99، بإعلان أنّ الولايات المتحدة ستعترض على القرار وستستخدم حقّ النقض (الفيتو).
2- إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن بيع إسرائيل 45 ألف قذيفة دبّابة.
هنا عقّب مسؤول عربي من مجموعة الوفد العربي الإسلامي الوزاري: "إذا كان الباقي من قوات حماس لا يزيد الآن على 25 ألف فرد (نصنّفهم فقط مقاتلين)، فلماذا تريد إسرائيل 45 ألف قذيفة إضافية إلى ما هو لديها في المخازن؟".
7 محطّات... وإحباط
زار الوفد العربي الإسلامي الوزاري 7 محطات هي بالترتيب: الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، نيويورك، وتوقّف في المحطة الأخيرة في واشنطن. وخرج بمشاعر محبطة للغاية من "ردّ الفعل الأميركي الضعيف تجاه استمرار الجرائم الإسرائيلية وعدم القدرة على ضبط جنون ووحشية بنيامين نتانياهو".
في الوقت ذاته كانت زيارتا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكلّ من الإمارات والسعودية في قمّة النجاح على كلّ الأصعدة.
كشف مسؤول خليجي مطّلع عن مستوى نجاح هذه الزيارة بقوله: "جاء الرجل وحقّق تدعيماً للعلاقات الشخصية مع الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان، ونجح في عدّة صفقات تجارية وأمنيّة، ونسّق الموقف بالنسبة بـ"أوبك بلاس".
أضاف الرجل قائلاً: "باختصار حرب غزة كانت هديّة من السماء لبوتين أثناء حربه مع أوكرانيا، وخلاصة القول أنّ بوتين يحصد نجاحات على حساب الأخطاء الأميركية في الشرق الأوسط".
لم يتمّ الكشف حتى الآن عن نتائج الاجتماع المنفرد بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره السعودي الذي يرأس الوفد الوزاري العربي الإسلامي.
لكنّ الذي يمكن قوله أنّه على الرغم من استماتة بلينكن من أجل تهدئة الوفد الوزاري وشراء بعض الوقت، إلا أنّ الانطباع الذي خرج به الجميع هو أنّ الحديث عن ضغط أميركي على إسرائيل لإيقاف ما يحدث في غزة هو وهم وأمنيات ساذجة، بل إنّ واقع الأمر والوقائع يدلّان على أنّ الدعم الكامل والحماية الكلّية سياسياً وأمنيّاً واقتصادياً وإعلامياً مستمرّان بلا قيد أو شرط لتل أبيب مهما فعلت.
إسرائيل في كلّ المراتب: من 1 إلى 100
يمكن القول الآن باطمئنان ومن دون تعسّف إنّ الموقف الأميركي الذي تأكّد بما لا يدع مجالاً للشكّ منذ يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) هو درس تاريخي لدول المنطقة التي كانت تعتبر نفسها "حليفاً صديقاً مؤثّراً لدى واشنطن".
أهمّ بنود هذا الدرس التاريخي أنّ مصلحة إسرائيل عند واشنطن لا تأتي في المرتبة الأولى فحسب، بل تأتي في المرتبة من واحد إلى مئة، وليذهب الجميع بعد ذلك، كائناً من كانوا، إلى الجحيم.
هنا يعود وزراء خارجية هذا الوفد الوزاري إلى زعمائهم برسالة مفادها أنّه "لا يمكن الاعتماد أو الرهان على واشنطن في عهد بايدن مهما فعلنا ومهما أعطينا لهم".
كما يقولون في كرة القدم: "إنّ حكَم المباراة هو الميقاتي الوحيد الذي يمكنه بصفّارته وسلطته أن يدير المباراة، فيبدأها وينهيها ويعطي إنذارات ويمكن أن يُخرج البطاقة الحمراء لطرد من يخالف"، ولذلك "الإفراط في التخيّل أنّ واشنطن ستلعب دور هذا الحكَم المحايد هو مجرّد خيال واهم".
ليس عنصر الوقت مع الأميركي، لكنّ صفّارة إنهاء "المباراة الجريمة" في يد شخص واحد اسمه "بنيامين نتانياهو".
من هنا فإنّ الانطباع السائد بعد لقاء الوفد الوزاري مع وزير الخارجية بلينكن مفاده: "مستقبل العلاقة الأميركية مع العرب Hopeless Case".
التعليقات