أقصر تعريف لوصف بناء الفيلم، أي فيلم؛ هو أنك تروي قصة. جميع الأشياء الأخرى تأتي لاحقًا، بالأهمية والاهتمام والتركيز. نجاح رواية القصة بسلاسة يغفر للأخطاء الأخرى، والعكس ليس صحيحًا دائمًا.

أفلام النقاد غالبًا لا تعجب الجماهير، تنبت وتكبر في المهرجانات والمبادرات المتخصصة، بعيدًا عن السينما والمنصات الشعبية. الأفكار المعقدة أكثر وضوحًا على الورق، ومشوشة على الشاشات.. يهتم المشاهدون بالمتعة والترفيه، وكل ما سواها غير مهم، إلا للمتخصصين.

الأفلام ليست مصنوعة للجميع، وهو ما يجب التنبه له. قد لا تكون مستهدفًا في شريحة عمل ما، وقد لا يكون مهمًا أن تشارك بالتقييم والتأييد أو الغضب. الأفلام بتصنيفاتها مجتمعات متوازية.. كل قصة جديدة هي عالم آخر.

القصص مترامية على قارعة اللحظات. تختلف الرؤية والرواية والتحليل، والزوايا لا تتشابه. يتفق الجميع مع الشعور، ما الذي تزرعه القصة في دواخل الشخوص، وماذا يتذكرون منها وتفاصيلها..

يصبح المشاهد مترفًا بالاختيار توازيًا مع غزارة المعروض. الآن، لدينا، لا يزال المتلقي متعطشًا للأفكار الأساسية، التي تشبع ذائقته العامة الجمعية، وتحاكي طرقه وطريقته في رؤيته للأشياء. يبحث عن الأفلام التي تشبهه، وتشبه أيامه وهمومه، وتناقش تفاصيله الصغيرة.

ما تنتجه هوليوود قد لا يكون متماشيًا معنا، وليس من سبقونا على حق بالضرورة. لا بد أن تكون لنا طريقتنا، بكل ما تحتويه من ثقافة وسياق وموارد. الأفلام هي قصة الشعوب، وخطابهم في التواصل.

ورغم كل شيء، كل ما ينتج مهم في بناء الصناعة وتشكيل الذائقة المحلية. تختبر الآراء والقدرات، ونكتنز التجارب.. عندما تكون النماذج المرفوضة مرجعًا قبل المقبولة، ويصبح للمنتج طريق معبدة، وملامح جديدة للطرق الحديثة.

كل ما نراه الآن محاولات جادة، لتشكيل مواصفات فيلم شباك التذاكر الأكيد.. والسلام..