تطلق كلمة «يوبيل» على مرور سنوات على مناسبة، أو ذكرى حدث له أهمية، وجدير بالاحتفاء به أو إحيائه، حتى على الصعيد الشخصي، كمرور سنين معينة على الزواج مثلاً، وعدد السنين هو ما يحدد «درجة» اليوبيل. وبددت «ويكبيديا» اعتقادي الخاطئ بأن الدرجة الفضية المقترنة بمرور خمسة وعشرين عاماً على الحدث المعني هي الأدنى، ثم تليها اليبوبيلات الذهبية والماسية والبلاتينية، ليتضح أن هناك «يوبيلات» أدنى من الفضية بكثير، بينها القشي والجلدي والخشبي والبرونزي والنحاسي، وآخر درجتين مما ذكرناه تعنيان، وعلى التوالي، مرور عشرة أعوام وخمسة عشر عاماً، أما ما سبقهما فيتصل بعدد أقل من السنوات، وتبدأ بمرور سنتين، أي ما نطلق عليه عادة الذكرى الثانية.
حديثنا يتصل بيوبيل فضي، هو مرور خمسة وعشرين عاماً على إطلاق منصة البحث الشهيرة «غوغل» التي لم يعد بوسع القطاعات الأوسع من البشر الاستغناء عما تقدّمه من معلومات، بصرف النظر عن مدى دقة هذه المعلومات، فضلاً عما يصادفنا من تضارب حولها، تبعاً للمصدر الذي استقت «غوغل» منه المعلومة.
المناسبة مرت في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنها أُدرجت كواحد من الأحداث المهمة التي شهدها العام المنقضي، ولم يكتف محرك «غوغل» حينها بأن غيّر شعاره تزامناً مع الحدث، على جري عادته وفقاً للأحداث العالمية، أو مرور ذكرى ميلاد ووفاة المشاهير، وإنما قام الرئيس التنفيذي للشركة، سوندار بيشاي، بإرسال رسالة إلى الموظفين عبر البريد الإلكتروني احتفالاً بالمناسبة، قال فيها إن «غوغل تحوّلت من شركة ناشئة صغيرة إلى واحدة من أكبر وأكثر الشركات نفوذاً في العالم، وساعدت المليارات من الناس حول العالم في العثور على المعلومات التي يحتاجون إليها، والتواصل مع أحبابهم، بل بناء مستقبلهم، ولعبت دوراً هاماً في تطوير التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، التي ستغير العالم في السنوات المقبلة».
رغم أن «غوغل» ليست منصة البحث الأولى على الشبكة العنقودية، حيث سبقتها ابتكارات مشابهة، لكنها سرعان ما تميّزت عن غيرها وأصبحت الأكثر انتشاراً وتأثيراً، حيث تعدّ الموقع الأكثر زيارة في العالم. لكن لا تخلو سيرة «غوغل» من مآخذ جدية على أدائها، بينها انتهاك الخصوصية، وما ينجم عنه من مخاوف، والتجنب الضريبي، والاحتكار، وممارسة أوجهٍ من الرقابة على المحتوى، تنال من حيادية البحث.
وبعض هذه المآخذ تنطبق على منصات إلكترونية أخرى، خاصة «ميتا» كما تُظهر حالياً طريقة تعاملها مع كل ما يتصل بالعدوان الإسرائيلي على غزّة، وبالمناسبة، فإنه، وحسب تقرير «غوغل» السنوي، فإن غزّة بالذات كانت في صدارة الأخبار التي بحث عنها المستخدمون العرب في العام المنقضي.
التعليقات