- من الآفات السياسية التي لا يجني منها لا الدولة، ولا المجتمع أي فائدة بروز مايسمى بالفاعلين مادون الدولة، وهذا التعبير الرسمي أو الأكاديمي، وهي عبارة عن القوى السياسية التي تنشأ في المجتمع وتكون ليست من أعضاء التنظيم الدولي إي الدول والمنظمات الدولية، ولكنها تشارك الدول في كثير من مظاهر السيادة، واتخاذ القرار، وتكون هذه الفواعل شديدة الخطورة على أي مجتمع سياسي عندما تكون ذا تنظيم ينافس الدولة وقواها التقليدية، وتصبح هذ التنظيمات والحركات، والعصابات والأحزاب خطراً كبيراً على الدولة في شكلها الأولي « الوحدة السياسية» عندما ترتبط في علاقاتها الجوهرية بالخارج، والمقصود بعلاقاتها الجوهرية مصادر التمويل، والقدرة على الحصول على مظاهر القوة «السلاح» وأخطر من ذلك كله عندما يكون القرار الذي يحرك هذه الفواعل قادماً يأتي من الخارج.
- في منطقتنا العربية وخلال العقود الثلاثة الأخيرة بدأت تبرز هذه الفواعل التي هي في الأصل مرهونة للقرار، والتمويل الخارجي، وفي النهاية نستطيع أن نقول بأنها تخض في سلوكها داخل المجتمع السياسي، وخارجه لما يحقق الممول ومتخذ القرار الخارجي حتى وإن كانت الأفعال، والسلوكيات التي تنفذها تظر وبشكل مباشر في المجتمع السياسي، أو الدولة التي تعيش فيها. ومن مظاهر خطورة هذه الفواعل أن البعض يشبهها بالنباتات الطفيلية التي تشارك النباتات الأساسية والمنتجة للغذاء في الماء في بادئ الأمر ثم تكبر هذه الفواعل بفعل عدد من العوامل الداخلية والخارجية، حتى تصبح لها القدرة في السيطرة على امتصاص كل الماء ومنع الأشجار المثمرة منه مما يعني متها، أو تضاؤل منتوجها، وفي حالات كثيرة وإذا لم يقضى عليها، أو لم تكن متسقة في إطار قانون واضح متفق عليه المجتمع، وقواه الفاعلة. من أشهر الفواعل مادون الدولة التي شاركت في توتير الأوضاع في المنطقة في أعقاب الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني حزب الله في لبنان وغيره كثير في دول عربية أخرى يعرفها الناس بدون شك. الملاحظ .
- مع بداية العام الجديد ٢٠٢٤م أن كوادر و قادة هذه الفواعل يتعرضون لعملية تصفيه واغتيالات، وفي المجتماعات الأكثر تطور في المجال السياسي تبرز فواعل لكنها تتصف بميزتين الميزة الأولى لا تتلقى تمويل من أي طرف خارجي، والميزة الثانية أن قرارها يكون وطنياً قبل كل شيئ.