سكة الحديد هي من أهم وسائل المواصلات بالعالم. ومنذ ان ابتكرت لأول مرة في القرن الثامن عشر حظت باهتمام واسع من الحكومات والمؤسسات التجارية.
فهي ما نشط الحركة التجارية والبشرية لبريطانيا العظمى في زمن لم تغيب عنها الشمس في دولتها. وهي الوسيلة التي اتخذت في الولايات المتحدة أثناء تأسيسها للتوسع غربا في القارة الأمريكية مما مكن من تأسيس العديد من الولايات الجديدة لتصبح الدولة التي نعرفها اليوم من المكانة والاتساع وكثرة الموارد، وهي أيضا في اليابان مما مكن من ربط أطرافها بذاك القطار السريع الذي أن ركبته يجعلك تحس وكأنه يسير على وسادة ويشعرك بأن الزمن قد توقف لتشاهد ومن خلال نافذة عربة القطار فيلما سينمائيا سرياليا. وهو ذاك القطار في جبال الألب في سويسرا والنمسا عند سقوط الثلج الذي يمكن من الوصول للأماكن الصعبة الارتياد من المنتجعات.
وقصة القطار عندنا مختلفة، فبدأت مع شركة النفط الأمريكية حينها أرامكو وقد أرادت تسهيل نقل معدات ومستلزمات صناعة النفط للحقول البترولية، وشرعت بالمشروع سنة 1947 لينتهي سنة 1951 قامت فيه ببناء سكة حديد لوصل ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بالأحساء و رأس تنورة، ثم قامت الشركة بوصلة أخرى من سكك الحديد للرياض من الأحساء كجزء من مساهمتها اهداء للدولة. كما لفترة قصيرة كانت هناك وصلة اخرى وإلى ميناء بريقط بالخبر استخدمت آخر مرة في أوائل الثمانينات الميلادية حين كان ميناء الملك عبدالعزيز مملوء بالبضائع وكان بمثابة الميناء الرديف التجاري الاحتياطي لأرامكو، وفي عام 1966 أهدت شركة أرامكو سكة الحديد لتصبح شركة مملوكة للدولة مرتبطة مع وزارة المالية.
وكان قديما يستقبل ميناء الملك عبد العزيز بالدمام وقبل إنشاء مطار دولي بالعاصمة الرياض الوفود الرسمية الدبلوماسية القادمة عن طريق البحر ومن ثم تتجه الى العاصمة الرياض عن طريق القطار. كما مكنت سكة الحديد هذه من توسع مدينة الرياض وذلك بعد أن أنشئ بالرياض سنة 1981 ميناء جاف للحاويات لتصل البضائع مباشرة إليه بعد تنزليها من البواخر العملاقة، بدلا من معالجتها من التفريغ والتخزين ومن ثم التحميل على شاحنات لتتجه إلى مدينة الرياض، الأمر الذي يزيد من كلفة البضائع المستوردة وبشكل كبير ويزيد من مدة توفرها.
كما أنه بذات الأهمية للعاصمة من ناحية البضائع التجارية من مأكولات وملبوسات واجهزة، فالميناء الجاف لها بمثابة الميناء البحري الذي يصلها بالموانيء البحرية وحول العالم، وهذا الشريان من سكة الحديد ليس فقط مهما من جانب توفير اقتصادي فقط، إنما هو أحد أهم الأعمدة المساندة للرؤية لعام 2030 فيما يخص البرامج المخصصة لتلك المشاريع المبتكرة من بوابة الدرعية الى توسعة المطار وغيرها من المشاريع.
- ما يلفت النظر اليوم انه لو أردت حجز مقعد من الرياض أو من الشرقية للرياض تتفاجئ بأن اغلب المقاعد محجوزة، فلم لا تتوفر قاطرات إضافية لفك الأزمة؟ ولم لا يكون هناك قطار سريع يصل بين الرياض والدمام يأخذك بسرعة 300 كيلومتر بالساعة لتصل منزلك بعد عملك بالرياض أو العكس اسوة بالعاصمة طوكيو؟
- آخر تحديث :
التعليقات