«طوفان الأقصى» حطّ رحاله في هولندا

المحامي فرانسيس بويل تحول إلى اسم عالمي طاف أرجاء المنطقة العربية، وكذلك المحامية عديلة حسيم من جنوب إفريقيا، فقد باتا في صدارة الأخبار والتعليقات بعد اختيارهما من حكومة جنوب إفريقيا ليترافعا عنها أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
كان هذا الاسم محور نقاش وحديث مباشر مع أول سفير للبوسنة في الكويت ياسين الرواشدة في لقاء جمعنا به السفير محمد خلف، والفنان التشكيلي الصحافي كامل فرس، ومشاركة الصديق مفيد عبدال، والسيدة سوسن في «مطبخها الشهير».

شهادة الرواشدة جديرة بالتوثيق والرواية، فكان شاهداً على المحاكمات في المحكمة الدولية لجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة وفي المحاكم الأخرى كصحافي يشغل مدير مكتب (كونا) ومن ثم كشاهد على بعض الأحداث.

أبرز المحامين والمهتمين بتحقيق العدالة سواء في البوسنة والهرسك وفي يوغسلافيا السابقة، كان المحامي الأميركي الشهير والمدافع القوي عن حقوق الإنسان فرانسيس بويل، التقى به عدة مرات، اكتشف فيه الجرأة الكبيرة والمهنية العالية، ابتعد عن الجوانب المادية التي يتقاضاها عادة المحامون في مثل هذه القضايا، بل كان يتبرع بوقته ويوظف خبرته لقضية يرى أنها عادلة مثل قضية البوسنة، ولم يتورع عن توجيه النقد اللاذع للدول المتورطة والمؤسسات الدولية ومنها أميركا.

دخول فرانسيس بويل أروقة المحكمة الدولية وملفاتها له رمزيته ومغزاه الإيجابي الذي يرفع منسوب الثقة بفريق الدفاع في المحكمة والتحكم بمسارها. وحسناً فعلت حكومة جنوب إفريقيا باستبعاد أي دولة عربية أو إسلامية من الانضمام إلى فريقها «لتنفرد» بإكمال الدعوى التي تبنتها وسجلتها لدى المحكمة، حتى لا يتم خلط الأوراق ويختلط الحابل بالنابل، فقد يكون ذلك أجدى وأنفع.

المحامي الأميركي العجوز الذي اختبر جيداً المحاكم الدولية وجرائم الحرب، سبق أن نجح باستصدار حكمين دوليين لتوقف جرائم الإبادة التي ارتكبت ضد مسلمي البوسنة والهرسك، ولذلك يعتقد وبعد مراجعة المستندات التي حصل عليها أن يفوز بحكم تاريخي فيما يخص جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

خبير القانون الدولي البالغ من العمر 74 عاماً سيدخل تاريخ الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي من أوسع أبوابه إذا تمكن من كسب القضية التي بادرت إليها دولة جنوب إفريقيا.
الإعلان عن مشاركة المحامي «فرانسيس بويل» ضمن فريق المحامين الذي اعتمدته جنوب إفريقيا يشكل إضافة نوعية مهمة ودعماً مهنياً كبيراً من شخصية خاضت تجربة ثرية وصاحب كفاءة عالية.