الشركات المالية الحديثة قامت بتطوير منتجات وخدمات مبتكرة تتناسب مع احتياجات المجتمع بمختلف طبقاتها الاقتصادية، وذلك باستخدام التكنولوجيا لتسهيل وتوفير الوصول إلى الخدمات المالية، ويمكن للشركات المالية تشكيل شراكات مع المنظمات غير الربحية والمؤسسات الحكومية والتعليمية لتوفير؛ وتشمل برامج التعليم والتوعية والتدريب لتمكين أفضل استخدام الخدمات المالية، بالإضافة للحاجات الاستهلاكية الطبيعية، وتعزز الشركات المالية الشمول المالي عن طريق تيسير إجراءات التحقق من الهوية، واستخدام التكنولوجيا مثل الهوية الرقمية والتعرف على الوجه لتسهيل عملية التحقق والحصول على الخدمات، ويمكنها تقديم خدمات التمويل الجماعي أو التمويل العقاري المشترك لتوفير فرص لتملك المنازل للشرائح التي تواجه صعوبة في الحصول على التمويل التقليدي.

التمويل الرقمي (FinTech) يشير إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتقديم الخدمات المالية، وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي يوفرها التمويل الرقمي، هناك بعض التحديات الاجتماعية التي يمكن أن تواجهها؛ فقد يعاني بعض الأفراد في المجتمع من عدم وجود وصول متساوٍ إلى التكنولوجيا والخدمات المالية الرقمية، ويمكن أن يكون لديهم قلة في المهارات التكنولوجية أو قلة في الوصول إلى الإنترنت، مما يقلل من قدرتهم على الاستفادة من التمويل الرقمي، وقد تثير التحولات التكنولوجية في مجال التمويل مخاوف بشأن أمان المعلومات الشخصية والبيانات المالية.

يواجه التمويل الرقمي تحديات ثقافية واجتماعية في بعض المجتمعات، وهذا يتطلب تبني التكنولوجيا والتغييرات الثقافية والتعليمية لزيادة القبول والاستخدام الواسع للتمويل الرقمي، ويحتاج الأفراد إلى تعلم مهارات جديدة للاستفادة من التمويل الرقمي بشكل كامل، ولا بد أن يكون هناك تركيز على التعليم المالي والرقمي للمساعدة في تمكين الأفراد وتعزيز فهمهم للتكنولوجيا وكيفية استخدامها بشكل فعال، ويواجه التمويل الرقمي تحديات في بناء الثقة بين المستخدمين والمنصات المالية الرقمية، فلا بد أن تعمل الشركات المالية على توفير نظام موثوق وآمن للمعاملات وحماية البيانات المالية وتطبيق سياسات الخصوصية بشكل صارم.

يساعد التمويل الرقمي في تعزيز الشمول المالي من خلال توفير الخدمات المالية للأفراد والشركات التي لم تكن قادرة على الوصول إلى التمويل التقليدي، ومع ذلك هناك تحدي في ضمان وصول الشرائح المستهدفة حتى في المجتمعات البعيدة والنائية إلى هذه الخدمات، وفي بعض الأحيان قد يكون التمويل الرقمي متاحًا فقط للأفراد ذوي الدخل العالي أو الذين يتمتعون بمهارات تكنولوجية متقدمة؛ فلا بد أن تعمل الشركات المالية على ضمان المساواة في الوصول وتوفير التدريب والدعم للأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة في استخدام التمويل الرقمي، وتجاوز هذه التحديات يتطلب تعاون وتحركات مشتركة بين الحكومات والمؤسسات المالية والمجتمع المدني والمستهلكين، وأن تعمل هذه الجهود المشتركة على تعزيز الوعي والتعليم المالي وتعزيز القدرات التكنولوجية.

المنافسة بين الشركات المالية في تقديم الخدمات يعطي قوة للسوق وخيارات أكثر تعددية للمستفيدين، بالذات في ظل وجود التشريعات التي تحكم عمل هذه الشركات، ويبقى التنافس الحقيقي في الخدمات التي تقدمها الشركة للمستفيدين، وفي سهولة الوصول لهم، عبر خطاب تسويقي واضح، ونجد أن شركة مثل كوارا للتمويل لها بصمتها المميزة في تحديد احتياجات الأفراد وتصميم برامج تمويلية تلبي الاحتياجات وفق خدمات إلكترونية مميزة.

التمويل الرقمي هو المستقبل، إنه يحدث ثورة في طريقة التعامل مع المال ويسهل الوصول إلى الخدمات المالية للجميع، ويعزز الشمول المالي ويمكن الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة من تحقيق أهدافهم المالية وتحقيق النمو الاقتصادي، ويعزز الشفافية والفعالية في إدارة المال، ويعزز التنمية الاقتصادية ويسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاستدامة المالية للمجتمعات، ويسمح للأفراد بتحقيق الاستقلال المالي وتنويع مصادر الدخل وتحقيق النجاح المالي، ويجعل الأموال والخدمات المالية متاحة في أي وقت ومن أي مكان، ويسهم في تبسيط حياة الناس وتحسين رفاهيتهم المالية.. يقول (بيل غيتس): التمويل الرقمي يمكن أن يكسر الحواجز ويجعل الخدمات المالية متاحة للجميع، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستوى دخلهم.