- في عالم متسارع لا ينتظر أحدا، لا بد لنا أن نمارس الترميم النفسي بشكل منتظم، نمارس الترميم النفسي لتقوية القدرة على التحمل وتحسين الصحة النفسية والتأقلم مع التحديات وتحسين العلاقات الشخصية ودعم النمو الشخصي.

- الترميم النفسي يشبه عمل الفنان الذي يعيد بناء لوحة فنية تالفة، حيث يسعى الإنسان إلى إصلاح وترميم نفسه وروحه بشكل ذاتي بعد تعرضه لضغوطات الحياة وتحدياتها، لذا أعمد شخصيا على عملية تأمل متوازنة وتفكير عميق واستكشاف الألم ومخلفات الضغوط التي واجهتها وأواجهها بحثا عن السلام الداخلي والتوازن مرة أخرى.

- مؤخرًا اكتشفت روعة ليالي الدرعية وأصبحت زيارتي لها جزء من برنامجي الترفيهي الترميمي رفقة زوجتي أم عمر صديقتي الوفية، الترميم النفسي بالانسجام مع الطبيعة والتغذية البصرية المختلفة تمثل رحلة علاج داخلية تستند إلى التوازن والانسجام مع البيئة المحيطة، التفاعل مع التأثير الإيجابي للمشاهد الجمالية على الحالة النفسية والوجدانية، ويتضمن هذا النوع من الترميم السعي للتواصل مع الطبيعة والتأمل في جمالها لتحقيق الهدوء الداخلي والتوازن، والسعي لتحسين البيئة المرئية المحيطة بعد سنوات من العيش في أجواء المدن أو أجواء الحرب أثناء عملي كمراسل حربي، بما يعزز السلام الداخلي والراحة النفسية.

- مشوار من شمال الرياض حيث أسكن يأخذني بعيدا عن أصداء المدينة التي لا تنام إلى حيث الاسترخاء والراحة وجذب الطاقة الإيجابية والتواصل مع الطبيعة وملامح التراث الإنساني السعودي الذي يحدثني بلسان عربي فصيح، ويستقبلني بعبق الماضي التليد وحكايات الأجداد التي رسمت ملامح هذه الأرض المباركة، وهنا لا يمكن للزائر إلا أن يتلمس الروح السعودية في وجوه الشباب الذين يقومون بمساعدة الزوار وتنظيم وإدارة المكان، الروح السعودية التي تمثل مجموعة من القيم العميقة والتقاليد التي تميز المجتمع وتعكس تاريخه وهويته، وواحدة من أبرز القيم التي تتجلى في ليالي الدرعية الضيافة والترحيب بالضيوف ورعايتهم كجزء لا يتجزأ من الثقافة والتقاليد السعودية، وهنا يبرز تفاني الشباب السعودي في تقديم الكرم والعناية بالزوار، مما يعكس الروح الاجتماعية الدافئة والمحبة التي تميز المكان.

- شخصيا بحثت كثيرا في فلسفة طاقة المكان أثناء رحلاتي التي وصلت إلى 69 دولة، وكتبت كثيرا عن تأثير البيئة المحيطة على الإنسان من خلال مفهوم «طاقة المكان» لما لها من تأثير كبير على حالتنا النفسية والعاطفية.. أعتقد أن الغابات والشواطئ والصحاري والبساتين تمتلك طاقة إيجابية تساهم في تخفيف التوتر وزيادة الشعور بالهدوء والسلام، وتقلل من مستويات هرمون الإجهاد وتعزز الشعور بالراحة والاسترخاء.

- كما أن الأماكن التاريخية لها طاقة تاريخية تثير مشاعر الإعجاب والانجذاب والتأمل والتأثر لدى الزوار، يمكن القول إن التأثيرات النفسية لطاقة المكان تعتمد على عوامل متعددة مثل الخصائص الطبيعية والتاريخية والثقافية للمكان، وكذلك على الخبرات الشخصية والعواطف المكتسبة، لذا فإن فهم طاقة المكان وتأثيرها على الإنسان يمكن أن يكون ضرورياً لتحسين البيئات المحيطة بنا واختيار الأماكن التي تعزز شعورنا بالراحة والاستقرار والسعادة.