دولة الإمارات منارة للعمل الخيري والإنساني، وأيقونة مضيئة للمشاريع والمبادرات التي تطلقها باستمرار، في نهج إنساني وحضاري مستدام، يهدف لخير الإنسان أينما كان.

وتضطلع كل إمارات الدولة بهذا الدور الفعال في نشر الخير والنفع للجميع، عبر مؤسساتها الرائدة، وجهود أبنائها المبدعين والأسخياء، حتى أضحت دولة الإمارات شمساً مشرقة تنثر إشراقاتها الخيرة في كل مكان حول العالم، لتلهم الدول والمجتمعات أن تحذو حذوها في عمل الخير ونفع الناس وتحسين حياتهم وتوفير أفضل الخدمات لهم والعناية بالتنمية المستدامة ورفاهية المجتمعات.

ومن المنارات المشرقة التي ترجمت هذه القيم إمارة دبي التي تتمتع بمؤسساتها الرائدة ومبادراتها الإنسانية الساعية لنفع البشرية جمعاء، حيث قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ملخصاً ذلك: «في دبي نعين المحتاج ونمد يد العون ويصبح فعل الخير أسلوب حياة.. دبي مدينة الخير وأهلها أهله».

إن العمل الخيري في دبي أسلوب حياة كما قال سموه، فإذا استعرضنا فقط ما قامت به دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، من مشاريع ومبادرات خلال العام الماضي، لوجدنا عناية فائقة بهذا المجال الجليل، ولرأينا الأرقام تعبّر عن نفسها وتنطق بلغة واضحة، فقد بلغت قيمة الإنفاق العام على العمل الخيري العام الماضي 4 مليارات درهم.

وبلغ عدد المبادرات الخيرية داخل الدولة وخارجها 53.9 ألف مبادرة، ما يعكس اهتمام دبي بالعمل الخيري، وجهودها في مد يد العون للمحتاجين في كل مكان، لتكون مدينة خير وعطاء، مكللة بروح المساعدة والتكافل للجميع، ولتعبّر عن نهج إماراتي أصيل، نهج الشيخين القائدين الراحلين، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، اللذين كانا مشاعل خير وعطاء لشعب الإمارات وشعوب العالم أجمع، سائلين الله تعالى في هذا الشهر المبارك أن يتغمدهما بواسع رحمته، ويعلي درجاتهما في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجزيهما خير الجزاء على ما قدماه من خير لشعب الإمارات والعالم أجمع.

كما تعتبر المساجد والمصليات ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في إمارة دبي من الصروح الحضارية البارزة التي تشهد نشاطاً كبيراً في ارتيادها من قبل المصلين والمستفيدين، فقد استقبلت المساجد والمصليات في إمارة دبي العام الماضي .

والتي بلغ عددها 2385 مسجداً ومصلى 200 مليون مرتاد، وتتضمن هذه المساجد عناية كبيرة بالدروس والمحاضرات التي تعزز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة والعلم الشرعي، بالإضافة إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في ربوع إمارة دبي، التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وترتيله وترسيخ قيمه السمحة.

فالمستفيدون من هذه الأنشطة والحلقات آلاف وملايين من المستفيدين والدارسين والحفاظ والراغبين في استثمار أوقاتهم في التعلم والتثقف وإشباع الجانب الروحي وحفظ القرآن الكريم وطلب العلم الشرعي.

هذه المبادرات والأرقام المشرفة تعكس حرص القيادة الحكيمة في دولة الإمارات على تعزيز العمل الخيري والحضاري، والعناية ببيوت الله تعالى، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والأنشطة التوعوية التي ترسخ قيم السماحة والوعي الديني الرشيد.

وهو ما تجلى كذلك من خلال العناية بالعاملين في المساجد من الأئمة والمؤذنين، وتقديرهم وتكريمهم، ومنها ما وجهت به إمارة دبي من زيادة رواتب الأئمة والمؤذنين في المساجد التابعة لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، تقديراً لدورهم في نشر رسالة الإسلام السمحة وترسيخ القيم الأخلاقية والمجتمعية، وتقديراً لجهودهم الحثيثة في خدمة الشؤون الدينية.

إن هذه المبادرات والمكرمات تعكس مكانة دولة الإمارات عامة ومكانة دبي خاصة كواحدة من أبرز الوجهات العالمية في مجال العمل الخيري والإنساني والحضاري، وملتقى للمبادرات الخيرية التي تشع من أرض دولة الإمارات إلى مختلف أنحاء العالم، وتنشر ثقافة العطاء والإحسان في جميع جوانب الحياة، لتسهم في بناء عالم أفضل، عالم تسوده الرحمة والسلام والتكافل والرفاهية للجميع، ويقوم على القيم الإنسانية الراسخة، وعلى نهج أصيل في التعاون والعطاء ومد يد العون لكل محتاج أينما كان.