قديماً قالت العرب في حكمتها: «إنّ الشيء لا يُستغرب إذا جاء من معدنه» ولعمر الحق إن في أخلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، من المناقب والشمائل ما تستحق الكتابة الخالدة كي تكون نبراساً تهتدي به الأجيال، وإن من يقرأ السيرة الذاتية البديعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الموسومة بعنوان (قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً) سيرى الجذور العميقة لتلك التربية الباهرة التي تلقّاها من والديه الكريمين.
وكيف أنّ والدته طيبة الذكرى المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان كانت تُعطيه فطوره كل صباح لتعلم بعد ذلك أنّه كان يقسم حصّته من الطعام بينه وبين فرسه في تلك السن المبكّرة من العمر، فإذا كانت هذه هي نفسيّة صاحب السمو حين كان في يفاعة الصبا، فما الظن به حين يصبح قائداً ومسؤولاً عن أبناء وطنه وعن الإنسان في شتى بقاع المعمورة ؟ لا شك أن إنساناً يفكر بهذه الطريقة هو ذلك الإنسان الذي سيقول بصوت مرتفع، وبإحساس عميق بالمسؤولية التي تجمع بين القول والفعل «سعادتنا في العطاء، وشرفنا في خدمة المحتاج».
بهذه الكلمة المفعمة بكل معاني الإنسانية افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بصوته الأصيل تدوينة قصيرة جداً كتبها على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي ليؤكّد من خلالها عمق انتمائه لإنسانيته الرحيمة، وليفسّر لكلّ من يعرفه ويتابعه سرّ هذا العطاء المتجدّد في شخصيته المعطاءة التي تلقّت فيض البذل والعطاء منذ بواكير الصبا ليظلّ هذا الخُلق الكريم ملازماً له طول حياته الميمونة بالخير والإحسان، والتي تتجسّد في شكلها العملي في مجموعة المبادرات التي تحمل اسم صاحب السمو «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» .
حيث شهد حفلها السنوي واطلع على التقرير السنوي للأعمال عن العام 2023م، وتعبيراً عن سعادته الغامرة بهذه الإنجازات كتب على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي كلمة ثمينة قال فيها: «شهدتُ اليوم الحفل السنوي لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، واطلعنا على التقرير السنوي لأعمال المؤسسة.. إجمالي الإنفاق خلال عام بلغ ملياراً وثماني مئة مليون درهم وعدد المستفيدين من برامج المؤسسة 111 مليون شخص في 105 دول».
إنّ هذه المتابعة المسؤولة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأعمال هذه المؤسسة العظيمة تعكس حرصه البالغ على فاعلية هذه المؤسسة شأنها في ذلك شأن كلّ مؤسسة يوعز صاحب السمو بإنشائها، ويتابع مشاريعها التنفيذية كي يطمئن بنفسه على سلامة مسيرة هذه المؤسسات، وأنها تقوم بالأعمال الموكولة إليها على خير وجه، وإنّ الأرقام التي ذكرها صاحب السمو هي خير دليل على حجم الإنفاق الكبير الذي تبذله المؤسسة، والمساحة الواسعة التي تغطيها والأعداد الضخمة للمستفيدين من عطاء هذه المبادرات الكريمة التي تجسد قمة الإحساس بالمسؤولية الإنسانية في شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي اختصر كل شيء، وعبّر أروع تعبير عن موقفه من هذا العطاء الجزيل حين قال:
«سعادتنا في العطاء وشرفنا في خدمة المحتاج» وليؤكّد على عمق الجذور لنعمة العطاء في بلد الخير والعطاء حين تابع قائلاً: «بلدنا محظوظة بالخير اللي نفعله، والبلاء يرتفع بالصدقة» لتكون هذه الكلمة الأخيرة هي سرّ السر في روعة هذا العطاء الذي تتميز به دولة الإمارات عبر مسيرتها الحضارية الطويلة.
ثم ختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه التدوينة الثمينة بقوله: «مسيرة الخير مستمرة، وعزيمتنا في العمل الإنساني راسخة، وبلادنا ستظل منارة للخير والعطاء بإذن الله» مؤكّداً بذلك رسوخ هذه الأخلاقية في شخصيته على المستوى الشخصي، وفي مسيرة الدولة التي نشأت على أيدي رجالٍ كرام ما عرف لهم الزمان مثيلاً في الكرم والسخاء وإغاثة الملهوف ونصرة الضعيف والمحتاج، ولتظلّ الإمارات ممدودة اليد بالعطاء وفعل الخيرات وتخفيف اللوعات والإسهام الفاعل في مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان.
التعليقات