هل تساءلت كثيراً عزيزي القارئ عن ما يدفع أناساً عقلاء وناضجين بما يكفي ليتصرفوا بتهور وبذاءة متعمدة ولافتة للأنظار، على صفحاتهم في السوشيال ميديا؟

بالتأكيد لقد تساءلت وأصابتك الحيرة، كما سجلت استياءك ورفضك لكل ما تراه، ودعوت بأن لا تصل عدوى ذلك الجنون الذي تراه على مواقع التواصل إليك أو إلى أفراد أسرتك وأصدقائك، لكن الأمر لا يخلو من مفاجآت، فقد تفاجئك ابنتك، أو يصدمك زميلك في المدرسة أو جارتك وقد حولوا أنفسهم إلى موضوع للتندر ولفت الأنظار!

ومثلنا جميعاً فقد تحدثت حول الأمر مع أصدقائك، وتساءلت عن هذه الحال التي وصل إليها معظم الناس، والتي تظهر في التعلق المرضي بهواتفهم، والسعي المحموم للشهرة وجمع أكبر قدر من المتابعين وصولاً للتعاقد مع شركات الدعاية والإعلانات وبالتالي الحصول على الشهرة والمال الذي يتحدث عنه الجميع، ولأجله جن جنون الكثيرين، وخاصة المراهقين والشباب صغار السن.

لقد بدأت حمى الشهرة عبر السوشيال ميديا أمريكياً وباللغة الإنجليزية كمواقع أخبار ومناسبات اجتماعية للأصدقاء في الجامعة، كان ذلك منذ العام 2004 - 2005، إلا أنه وبحلول العشرية الثانية من الألفية الثالثة، تغيرت الحال تماماً وصار تويتر وفيسبوك متاحين للجميع بشرط توافر عنوان بريد إلكتروني، ثم حدثت النقلة الكبرى عام 2012 عندما أصبح تويتر متاحاً للجميع وباللغة العربية.

وكذلك فيسبوك، فهاجرت شعوب الأرض إلى عوالم الإنترنت الافتراضية وتحولنا كلنا إلى كائنات تتحدث وتصادق وتحب وتستعرض ما لديها، بل وتتزوج على مواقع السوشيال ميديا!

حل الوباء العظيم عندما صار الجميع مهووساً بالشهرة، ولفت الانتباه! كيف؟ باستخدام السوشيال ميديا، ولقد حصل، فتوزع الناس بين تويتر وفيسبوك وإنستغرام، لكن كيف تحول البعض إلى نجوم ومشاهير ومؤثرين، تتابعهم وتسجل إعجابها بمحتواهم ملايين الناس في الوقت الذي لا يقدم هؤلاء أي محتوى ذي قيمة أو أهمية تذكر! ومع ذلك يصبحون حديث السوشيال ميديا وتشهد صفحاتهم تزايداً لعدد الإعجابات والمتابعين، الأمر الذي يثير التساؤل فعلاً! فما السبب في هذه الحالة؟ الموضوع يحتاج للتفصيل.