تعتبر الأرقام القياسية التي حققتها الحركة الجوية في المملكة خلال عام 2023، والتي أعلنت عنها الهيئة العامة للطيران المدني، بمثابة مؤشر هام، ليس على نجاح قطاع الطيران السعودي وحسب، بل على نجاح رؤية السعودية 2030 ككل وقدرتها على تحقيق أهدافها!

فقد سجل التقرير السنوي للحركة الجوية في المملكة نقل حوالي 112 مليون مسافر خلال عام 2023؛ وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الطيران السعودي، جاء بزيادة قدرها 26% مقارنة بعام 2022، كما سجلت الحركة أيضاً رقماً قياسياً آخر في أعداد الرحلات التي بلغت 815 ألف رحلة جوية، بزيادة قدرها 16% عن عام 2022.

كما كان من الأرقام اللافتة التي تضمنها التقرير، الإعلان عن زيادة نطاق الربط الجوي للمملكة إلى 148 وجهة دولية، بزيادة قدرها 47% مقارنة بعام 2022، وكذلك زيادة حجم الشحن الجوي بنسبة 7% بإجمالي 918 ألف طن، وجميع هذه الأرقام تؤكد عودة القطاع إلى مستويات أعلى من فترة ما قبل الجائحة!

المهم في هذه الأرقام ليس كونها أرقاماً قياسية تسجل للمرة الأولى، بل في دلالتها على أن قطاع الطيران السعودي اتخذ خطوة هامة نحو تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران المنبثقة عن رؤية 2030، والتي تسعى إلى مضاعفة أعداد المسافرين ثلاث مرات لتصل إلى 330 مليوناً، وزيادة الربط الجوي للمملكة ليصل إلى أكثر من 250 وجهة، وزيادة الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي إلى 4.5 مليون طن، كل ذلك بحلول عام 2030!

باختصار.. الاقتراب من تحقيق مستهدفات الرؤية 2030 في قطاع الطيران، يؤكد أنها رؤية واقعية وقابلة للتنفيذ بالرغم من ضخامة الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وهذه الأرقام القياسية تدعونا للتفاؤل، وترفع من سقف طموحنا في بناء الحاضر ورسم المستقبل!