ما أجمل أن نأكل ونطعم غيرنا ونعيش في مجتمع خالٍ من الجوع والإسراف. إن القضاء على الجوع هو أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية جمعاء في عصرنا الحديث، فهناك ما يقرب من 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ليس لديهم ما يكفيهم من الطعام، ويعيش قرابة 50 مليون في 55 دولة تقريباً في حالة الطوارئ أو مستويات أسوأ من الجوع، فعواقب الأنظمة الغذائية الفقيرة بالفيتامينات والمعادن والمواد المُغذية الأخرى تؤثر في الصحة وفي مستقبل البشرية، على الرغم من إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام كل فرد في هذا الكون.

وهناك كميات من الطعام زائدة عن الحاجة؛ حيث تخزن كثير من العائلات ما تبقى منها وتعيد تسخينه وأكله من جديد. وعلى الجانب الآخر، يوجد عدد من الأسر التي لا ترغب في حفظ الفائض منها، وذلك لعدم رغبتها في تناوله غير طازج، بينما تقوم بعض الأسر بتوزيع المتبقي منها على الأسر المحتاجة.

برز بنك الإمارات للطعام كمنظمة خيرية غير ربحية تمّ إطلاقها عام 2017 تحت مظلة مؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، حيث يتم توزيع المواد الغذائية على المحتاجين، سواء كانت فائضة أو تم التبرع بها بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، وتتجلى أهداف بنك الطعام في إدارة فائض الطعام وتقليل هدره وتوزيع الصالح منه للاستهلاك لأكبر عدد من المستفيدين داخل الدولة وخارجها، من خلال مبادرات البنك المشاركة على المستوى العالمي في محاربة الفقر والتعريف بأهمية تقليل فائضه وتعزيز ثقافة الاستهلاك وتفعيل المسؤولية الاجتماعية والأعمال التطوعية وكذلك ترسيخ قيم المسؤولية والتطوع في القواعد الأخلاقية للمؤسسات والأفراد، من خلال بدء شركات مستدامة مع كيانات قطاع الأغذية والضيافة كالمطاعم ومحال البقالة والفنادق، وزيادة الوعي بأهمية التطوع مع بنك الإمارات للطّعام، من أجل تحقيق (صفر هدر للطعام) وترسيخ القيمة الاجتماعية للاستدامة من خلال تسليط الضّوء على أهمية الحفاظ على الموارد الطّبيعية للدولة لتبقى للأجيال القادمة، وفتح فروع لبنك الطعام الإماراتي من أجل تقديم وجبات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص المحرومين منه.

إنّ تحقيق هدف عالم خالٍ من الجوع وفق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لا يزال يمثل تحديّاً كبيراً بسبب مزيج سامٍ من الصراعات وتغير المناخ والكوارث والفقر الهيكلي، ما أدى إلى العواقب الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي تفاقم الجوع العالمي، من خلال دفع الملايين من الأشخاص الضّعفاء إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي وزيادة كلف الوصول إلى المُحتاجين، حيث تعمل برامج الأغذية العالمية على أنشطة مختلفة للبحث عن حلول جذرية للقضاء على الجوع بلا رجعة.