تبدو مخاوف الهلاليين محقة ومنطقية وهم يشاهدون الأنباء التي تتحدث عن رحيل رئيس النادي فهد بن نافل وذراعه الأيمن فهد المفرج من البيت «الأزرق» بعد سيل النجاحات والبطولات التاريخية التي حققها الثنائي في السنوات الخمس الأخيرة.

لا أعلم إن كانت تلك الأنباء صحيحة أو مغلوطة، لكن ما يجب قوله إن صندوق الاستثمارات العامة استحوذ على أربعة أندية هي الأكثر شعبية وبطولات، كان الهلال الوحيد من بينها الذي تم الاستحواذ عليه وهو يحقق النجاحات تلو النجاحات ويتفرد بكونه الأكثر تحقيقاً للبطولات إن تاريخياً أو في المواسم التي سبقت استحواذ الصندوق عليه، في حين أن بقية الأندية الجماهيرية الكبيرة وهي النصر والاتحاد والأهلي كانت تمر بحالات تذبذب تارة وتارات أخرى بحالات تراجع.

ولكونه كيان استثماري، من المؤكد أن الصندوق سيسعى للحفاظ على مكتسبات الهلال وتعزيز استقراره وتفوقه، مقابل العمل بشكل مركز على بقية الثلاثة لتحقق النجاحات ذاتها التي حققها «الزعيم»، إذ هكذا يقول المنطق إن نظرنا للأمر من زاوية الكيانات الاستثمارية مثل صندوق الاستثمارات العامة، الذي لا يركز على تحقيق الأرباح المالية وحسب بل لتعزيز القيمة المضافة لهذه الأندية لاقتصاد المملكة.

وعليه، فإن أي تغييرات سيجريها الصندوق على أنديته ستكون من الناحية المنطقية موجهة للأندية الثلاثة التي تبدو فيها فرص النمو والتحسين كبيرة للغاية، في وقت سيكون من البديهي النظر للهلال ككيان ناضج يجب الحفاظ على مكتسباته وتعزيزها وهو الذي اختصر الكثير من المسافات قبل استحواذ الصندوق عليه.

أعود للأنباء التي تتحدث عن ابتعاد ابن نافل والمفرج، وأقول إن مثلث النجاح في إدارة أي نادٍ أو فريق رياضي يتمثل بالإدارة والجهاز الفني واللاعبين، وفي الهلال برهن الضلعان الإداري والفني على تفوقهما وتميزهما بدليل الوصول لوصافة كأس العالم للأندية وتحقيق الآسيوية مرتين، بينما يحتاج الضلع الثالث المتمثل باللاعبين لتغييرات وتحديثات مستمرة وهي طبيعة فرق كرة القدم.

سيكون الإبقاء على ابن نافل والمفرج بمثابة حفظ وتعزيز مكتسبات الهلال بالنسبة للصندوق، وبالتزامن مع ذلك سيعد العمل الذي سيحدثه الصندوق في بقية الأندية بمثابة تصحيح المسار، ولا يمنع أن يكون الهلال بمثابة الأساس للمقارنة المرجعية Benchmark للعمل الإداري في الأندية بعدما أثبت نجاحه.

أما التخلي عن مكتسبات الهلال فسيكون ضاراً بالمشروع الرياضي، وربما يعطي إشارة مخادعة إن تحسنت نتائج وعمل الأندية الأخرى ليس لأن العمل فيها جيد بل لأن النموذج الأفضل تراجع للخلف بسبب التخلي عن مكتسباته، والذي إن حدث سيكون له انعكاسات وارتدادات سلبية على المشروع وعلى الكرة السعودية.