من نعم الله وفضله على بلدنا وجود عمالة متوافرة وبأعداد كبيرة وفي كل الأوقات، وقت حاجتنا لسباك أو عامل كهرباء أو أشخاص لحمل ونقل الحاجات يكفيك أن تتصل بأحدهم ممن حفظت رقمه في قائمة الأسماء وسبق واستعنت به أو أن تمر أماكنهم التي يتواجدون بها بالعشرات.
في أوروبا العجوز إن أرادت الاستعانة بأحدهم لصياغة منزل مثلا أو تصليح جهاز أو الاعتناء بنباتات ترّاسك أو حديقتك الصغيرة أو لإنقاذ المكان من الغرق بالماء نتيجة ماسورة مكسورة أو انسداد مجرى الماء فإنك تحتاج لموعد وانتظار حسب تجربتي تصل لأسابيع وأشهر وهي معاناة كبيرة لذلك يجيد الأوروبيون الكثير من المهن التي يمارسونها في منازلهم كالكهرباء والسباكة والصباغة وتركيب الأثاث وغيرها لذلك تعد دولنا أكثر راحة لتوفر الخدمات والأيدي العاملة كما رخص الثمن وسرعة التنفيذ.
رغم كل هذا إلا أننا نعاني من مشكلة حقيقية تجعل مما سبق وذكرت محفوفا بالمخاطر والصعوبات التي سببها قلة الخبرة لدى الأيدي العاملة وعدم توفر التدريب الكافي لهم وحضورهم المملكة بإمكانات بسيطة لا تتماشى مع البلد الجديد ولا تتواكب مع إنسانه العصري والتكنولوجيا المستخدمة في المنازل.
جهود حثيثة للدولة قامت بها لحفظ حقوق العمالة ومواكبة القوانين الدولية التي تختص بهم والمعايير الحياتية العالية لكن مقابل هذا نحصل على عمالة غير مدربة يتسبب عنها أضرارا كثيرة للأسر وفي البيوت ومضيعة للوقت وعمل بدون جودة ولا أية معايير سلامة قد يتسبب عنها في بعض الأحيان كوارث كبيرة.
نحن ندرك أن العمالة من شرق آسيا وإفريقيا اليوم التي عادت وتوجهت لها مكاتب الاستقدام عمالة رخيصة لكنها في الواقع تكلف الفرد مبالغ طائلة ووقت كبير لحضورها كما أنه ليس لديها ابسط أنظمة السلامة والخبرة لأداء عملها وإسعاد الأسر المستخدمة.
القوانين حنا العمالة وحقوقهم المادية كما أوقات العمل وأيام الإجازات وإمكانية تغيير الكفيل في حالة عدم الرضا عن العمل معه؛ والسؤال الذي ابحث عن إجابة له: إلى أي مدى حصلت الأسر المستخدمة على عمالة مدربة واعية ومحترفة في أداء العمل سواء العمالة المنزلية أو قيادة السيارة أو التمريض وغيرها! وهل ستستطيع الأسرة الحصول على عامل بديل مباشرة في حالة عدم الرضا عن العامل أو العاملة؟ أم يلزمها أسابيع مما قد يشكل شاغرا وأزمة لبعض الأسر التي تحتاجها!
ثم في حال امتناع العامل عن العمل ورفضه الاستمرار مع الأسرة لحجج واهية كيف طريقة ضمان حق المستخدم المادي؟!
ما زالت هذه تشكل مشكلة لم تحل بعد وإن توفرت مكاتب لعمالة مؤقتة فإن الأسعار فلكية وما يصل العامل منها هو أقل من ربع المبلغ الذي يتكفل المستخدم بدفعه ويعد باهظا.
مع الإشارة إلى أن هذا العامل إن ذهب للعمل في أمريكا أو كندا أو أوروبا سيكون مختلفا بهيئته وجودته واحترامه قوانين العمل وآداب البيوت فما الذي يجعله مهندما محترفا في الغرب على غير سلوكه ومهنيته هنا؟! مقالي بين أيديكم قراء ومسؤولين.
التعليقات