يتحدث العالم عن خيار الدولتين، وتتحدث إسرائيل بأن لا دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل، تقول دول العالم بأن لا سلام دون تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة، وتتحدث إسرائيل عن أن قيام دولة فلسطينية يعني زوال إسرائيل، فتعطّل بذلك مسار السلام.

* *

وهذا ما يفسِّر قول إسرائيل بأنها سوف تزيد من المستوطنات في الضفة الغربية، وأنها سوف تعيد احتلالها لقطاع غزة، وأن مستوطنات إسرائيلية سوف تُقام في غزة، مع العمل على تهجير الفلسطينيين منها.

* *

بل إن بعض الغلاة من السياسيين الإسرائيليين -وكلهم كذلك- بالغ في رفض قيام دولة فلسطينية، بالقول بأن ما يُسمى دولة فلسطينية يجب أن يختفي، وأن على إسرائيل -كما يقول وزير ماليتها سموتريش- إقامة مستوطنات لمليون مستوطن إسرائيلي في الضفة وعلى الحدود مع غزة، لمنع إقامة الدولة الفلسطينية.

* *

فهل من خيار، أمام رفض إسرائيل، وتوبيخها لمن اعترفت من الدول بالدولة الفلسطينية غير ما نراه اليوم، حيث حرب الإبادة، وجرائم الحرب، والدماء الزكية للشهداء من النساء والأطفال والمدنيين الفلسطينيين عموماً، فيما تتلهى القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا بمشاهد تقشعر لها الأبدان، فأين من لديه حس إنساني، ونظرة عاطفية، لكي يزن الأمور بعدل وإنصاف.