كان أمراً خطيراً أن يتعرّض مرشح الرئاسة ترامب لمحاولة اغتيال من قبل الشاب الأميركي توماس ماثيو، البالغ من العمر 20 عاماً، مع اقتراب انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل، ومع اشتداد حدة المنافسة بين ترامب والرئيس العجوز الحالي الصهيوني بايدن، الذي يصرّ على الترشّح رغم تحفّظ غالبية الناخبين الديمقراطيين وزعامات حزبه الذين يشعرون بعدم كفاءته وتدهور حالته العقلية.

يحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي حالياً معرفة دوافع القاتل توماس، دون أن يطلق عليه لقب «إرهابي» ودون أن يسمي جريمته بأنها «إرهابية» كعادتهم عندما يكون الفاعل مسلماً، والسبب أن الرجل الأبيض الغربي أو اليهودي الصهيوني، عندما يرتكب فعلاً إرهابياً شنيعاً، محظور أن يطلق عليهم الألفاظ الإرهابية.

بعد حادث الاغتيال صرّح الرئيس بايدن: «نحن ممتنّون لأن الرئيس السابق بصحة جيدة ويتعافى وما حدث أمس لا يعبّر أبداً عن قيم أميركا ولا يمكن أن نسمح بتكراره أبداً، فالوحدة في بلدنا هي الهدف الأسمى الآن حتى إذا بدت صعبة التحقيق بسبب الخلافات».

يعترف بايدن بأن الوحدة صعبة التحقيق بسبب الخلافات. فالخلافات عميقة بين المرشحيّن بايدن وترامب، وقد أدت إلى مستوى خطير من التقاطب والانقسام بين فئات الشعب الأميركي، ويمكن استشفافها من الاتهامات المتبادلة بين المرشحين، حيث يتهم بايدن ترامب بأنه شخص يشكّل خطراً على الديمقراطية في أميركا، بينما يتهم ترامب بايدن بأنه لا يهتم بالشعب الأميركي ويتعاطف مع الدخلاء الأجانب الذين يتمتعون بالخدمات على حساب الشعب الأميركي.

لا يمكن اعتبار محاولة الاغتيال خارج هذا التقاطب بين المرشحين. فالشاب توماس المتهم بمحاولة الاغتيال، يعرف بأنه من مؤيدي «مجموعات التحالف الديموقراطي» الناشطة في خمس ولايات،

وتعمل على استعادة هيبة المحكمة العليا الأميركية وتخليصها من قبضة اليمين المتطرّف الأميركي الذي نجح ترامب في إعادة تشكيل أعضائها أثناء رئاسته. لا يقتصر التحقيق على معرفة دوافع الشاب توماس فحسب، بل على جوانب أخرى من الجريمة تتعلّق بنجاحه في الوصول إلى سطح المبنى، دون أن يلحظه عناصر الأمن وإطلاقه النار على ترامب، الأمر الذي سيضاعف من انتشار نظرية المؤامرة بين أفراد الشعب الأميركي خاصة أنهم لا يزالون يتذكرون جريمة اغتيال رئيسهم المحبوب كنيدي في الستينات من القرن الماضي، وقد نسجت حولها نظريات متعددة، وألّفت كتب عديدة يشير بعضها إلى تورّط بعض الأجهزة الرسمية الأميركية، من جيش واستخبارات ومتنفذون يهود صهاينة.

اعتبر بعض المحللين السياسيين محاولة الاغتيال أمراً فظيعاً، وسيكون لها مردود خطير على الشعب الأميركي، بل ذهب إلى الإشارة بكونه يخفي حالياً حالة من «الحرب الأهلية الباردة» التي يأمل ألا تتطور إلى «حرب أهلية ساخنة» في الأيام المقبلة.