عبده الأسمري

ما بين «قاع» الدماغ» و«قمة» النبوغ اعتلى صرح «السمعة» ببراهين «الطب» ومضامين «العلاج»، حتى سطع اسمه على صفحات «العالمية» بواقع الكفاءة ووقع المهارة وتوقيع الجدارة.

وضع «مجهر» البحث على «تعقيدات» الخلايا باحثاً عن «تسهيلات «جراحية تضئ «مسارب» الأمل بقناديل «الابتكار»، وتنير «منعطفات» المرض بمشاعل «التطور» حتى حقق» المبتغى» في عوالم «التشافي» ومعالم «التعافي».

لاحق بعد نظره في ميادين «التشريح» باحثاً عن أمنيات في الأفق تمنح المرضى «أسبقية» الحرص و»احقية» العون، فكان الطبيب المتفاني والخبير الحاني الذي وزع «بشائر» الشفاء، وأهدى تباشير «الوفاء» في مسيرة مجللة بالاقتدار وسيرة مكللة بالاعتبار.

إنه رائد جراحة قاع الدماغ وخبير جراحات الرقبة والرأس الدكتور عبدالله بن تركي العطيشان أحد أشهر الأطباء في الوطن والعالم.

بوجه مألوف المحيا مسكون بالأصالة وتقاسيم هادئة الملامح تتشابه مع والده وتتقاسم مع أخواله، وعينان تنضخان بالسمت والوقار، تسطعان بنظرات «الحكمة» وشخصية باهية الحضور زاهية التواجد، لطيفة المعشر لينة الجانب اصيلة التفكير نبيلة التدبير، وأناقة طبية تعتمر الرداء الأبيض الشهير الذي يتوافق مع «بياض» قلبه و»نقاء» داخله، وكاريزما يتجلى منها صوت «الضمير» ويعلو فيها صدى «الخبير»، وصوت هادئ بلكنة نجدية ولغة ندية قوامها الفصاحة ومقامها الحصافة، وعبارات مسجوعة بعمق التخصص ومشفوعة بأفق الاختصاص ومشاركة ومباركة في المجال الطبي والشأن الصحي، وبصمات جلية على صفحات «الجراحة».

قضى العطيشان من عمره عقوداً وهو يرسم «الآمال» على محيا المرضى، ويزرع «التفاؤل» في دروب المراجعين ويملأ «غرف العمليات» بصدى «الصبر»، ويحفز» مطالب المرافقين «بمدى «الجبر»، ويبهج منصات البحوث بأرقام «الإنجاز «طبيباً وخبيراً وإنساناً حمل «لواء» الانفراد في شؤون «الذاكرة» ومتون «الاستذكار».

في مدينة «الدمام» حاضرة الساحل الشرقي والدرة المكنونة على ضفاف الخليج ولد في منزل مفعم بالألفة والتآلف، وانطلقت اهازيج «الفرح» بين منازل الطيبين المتجاورين في الأماكن والمتشاركين في المسرات، محفوفاً بتربية فالحة ناصحة، وتفتحت عيناه على والده الموجه الوجيه تركي العطيشان، وام عطوفة حانية فاكتملت في طفولته موجبات «النصح» وواجبات «الانضباط».

تأثر طفلاً بأفياء «الوجاهة» في مجلس أبيه العامر بمطالب «العابرين» على عتبات «الترحال»، والمعمور بمتطلبات «السائرين» أمام عقبات «الاحتياج»، وأنصت لصوت «الاقتداء» نحو صيت «العائلة» المشهورة بالانتماء والممهورة بالنماء.

تلقى العطيشان منهجية عميقة وضعت «التعليم» كاتجاه اول للنجاح والفلاح، تسربت الى أعماق «التفكر» واستقرت في معين «التجارب».

ركض صغيراً مع أقرانه بين الأحياء العتيقة المكتظة بعبير الود واثير التواد، وظل يبهج مساءات والديه بأحلام عفوية مطرزة ببلاغة «مدهشة» ونباغة «مذهلة» مزينة ببروفات ليلية كان يلقيها في حضرة الأسرة التي تنبأت له بالغد المزهر والمستقبل المزدهر.

تعتقت نفسه بأنفاس «الشواطئ» الهادئة، وتشربت روحه «نفائس» الحقول المثمرة وانطبعت في وجدانه «ذكريات» الليالي الماطرة في شتاءات استثنائية ترسخت في ذاكرته الغضة الموشحة بالحنين واليقين.

ارتهن العطيشان الى جملة من «النصائح» الأولى التي أسبغ بها والده عليه وعلى إخوته؛ مما جعله في «تواؤم» ما بين الدواعي والمساعي التي تكللت بوقائع الامتياز وحقائق الاعتزاز.

درس العطيشان التعليم العام في الدمام؛ ونظراً لتفوقه ابتعثته الدولة لدراسة الطب في ألمانيا.

ما بين مصاعب الغربة ومتاعب الاغتراب في ألمانيا وأهمية وضرورة التحدث والكتابة والقراءة اضطر العطيشان الى دراسة اللغة الألمانية بمعهد جوته في مدينة بوبارت القريبة من فرانكفورت، وعاش وسط عائلة ألمانية، ثم التحق بعدها بجامعة ماينز لدراسة الطب، وبعد تخرجه منها عمل في مستشفى الجامعة ذاتها ثم انتقل للعمل كطبيب في مستشفى تابع لجامعة ماربورغ، ثم بدأ تخصصه في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة بجامعة أخن. وعُرضت عليه بعد إنهاء التخصص الاستمرار كعضو في المجموعة الطبية في الجامعة، لكنه رفض وفضل العودة الى «أحضان» الوطن العظيم.

انتظم بمستشفى الملك فيصل التخصصي متخصصاً في جراحات سرطان الرأس والرقبة لمدة 22 سنة من عام 1987 إلى عام 2009، وعمل استشارياً ورئيساً للقسم وواصل دراسته حيث طار الى أمريكا وحصل على شهادة التخصص الدقيق في جراحة قاعدة الدماغ، وسافر إلى سويسرا للتدريب مع كبار الأطباء المتخصصين هنالك، برع العطيشان في تخصصه وطبق ميدانياً في أكثر من موقع، واقترن اسمه بنجاحات «متتالية» في العمل الجراحي مما أكسبه «شهرة» تجاوزت الحدود، ولمع اسمه في «عقر دار» الغرب مما جعله إحدى الشخصيات «المؤثرة» طبياً بمنجزات التمكن وقرارات التمكين.

عمل العطيشان في عدة مستشفيات عالمية اثناء دراسته وتدريبه، حيث عمل بمستشفى Zurich الجامعي بسويسرا، وعمل بمعهد House institute الطبي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية كطبيب زائر.

شارك العطيشان في عشرات المؤتمرات العالمية وحصل على دورات تدريبية في جراحة الرأس والرقبة ودورة تدريبية متخصصة في العلاج بالليزر من برلين وغيرها من الدورات.

وشارك في اللجنة التنفيذية للسرطان التابع لكرسي أبحاث مستشفى الملك فيصل التخصصي، وانضم للعمل بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية وله عضويات متعددة في جمعيات عالمية.

يمتلك الدكتور العطيشان «رصيداً» مديداً من النبل والفضل بنى من خلالها صروح «التميز» ونال منها «شهادات» الخلائق وحصد بها «استشهادات» الحقائق.

ركض العطيشان ككبير الأطباء في دروب مضيئة من التفرد متجاوزاً عقبات الزمن بأنفاس أصيلة، حتى وقف على خطوط «النهايات» رافعاً راية «النصر» ومحققاً غاية» الجبر»، وموظفاً «استثمار» الخبرات في حصد «ثمار» الإنجازات.

برع العطيشان في تخصصه وقد أجرى عشرات العمليات الجراحية الناجحة التي كان لها صدى كبيرا على مستوى الأصعدة؛ مما جعله رائداً في تخصصه وأنموذجاً للجراح المتميز الذي تحدثت عنه منصات محلية وإقليمية وعالمية.

سخَّر العطيشان وقته ووظف جهده وكرس موهبته وطبق خبرته في خدمة «المرضى» في تخصص جراحات الرأس والدماغ والرقبة والتي تعد من أعقد «العمليات الجراحية»، وحوَّل المعاناة التي أحاطت بالكثير الى «طوق نجاة» تمكن من خلالها - بفضل الله - ثم بكفاءته من اخراج المرضى من «ضيق المرض» إلى «فرج الشفاء».

عبدالله العطيشان الطبيب البارع صاحب الاضاءات الفريدة في مشاهد التداوي والإمضاءات المنفردة في شواهد التعافي.