عبدالله خلف

اليهودية ديانة سماوية تعتنقها شعوب مختلفة، وأجناس لها قوميات عديدة، فيهم العرب منذ العهود الجاهلية، لهم أدب وثقافات وشعر عربي صُنّف بالشعر اليهودي العربي، ومنهم السّموأل ذو الأخلاق السامية منها الأمانة العالية.

مواقع اليهود في الجزيرة العربية وفي اليمن والحجاز...

واليهود قوميات عديدة عربية وفارسية وتركية ومن روسيا ودول شرق أوروبا ومن بولونيا حيث كانوا مسيحيين اعتنق أحد ملوكهم اليهودية واتبعه الشعب كما يُقال «الناس على دين ملوكهم».

واليهود في معظم الدول الأوروبية كانت شعوبهم الأوروبية تكرههم باعتقاد أنهم قتلة المسيح عليه السلام، ويلْعَنونهم في صلواتهم اليومية.

اليهود هم أول من مارس الاضطهاد والإرهاب عندما أحرقوا مسيحيي نَجْران وما أُطلق عليهم أصحاب الأخدود كما ورد ذِكرهم في القرآن الكريم: «قُتِل أصحابُ الأُخدود، النّارِ ذاتِ الوقود، إذْ هم عليها قُعُود، وهم على ما يفعلون بالمُؤمنين شُهود، وما نقموا منهم إلّا أن يُؤمنوا بالله العزيز الحميد» البرُوج: 4 - 8.

ذَكرَ القرآن المسيحيين العابدين بالمؤمنين كما هم مع المسلمين العابدين... واليهود العابدون الطائعون لله والمؤمنون هم المتعبدون المصلحون في الكتب السماوية ومن لا يؤمن برسلهم فليس من الإسلام ولا الديانات السماوية الأخرى.

برّأ الفاتيكان اليهود على أساس أن اليهود لا يَمتُّون بصلةٍ بيهود زمن المسيح، وهم الذين خَلَفوهم بعهودٍ وأزمنة وأجيال...

في جامعة الكويت كنا في كلية الآداب قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية... دخل علينا الأستاذ شاكر مصطفى، وقال اليوم دخل اليهود في الفاتيكان حتى أصدروا إعلانات في جميع الصحف العالمية في كل القارات بإعلان تجاري نشر في الجريدتين اليوميتين في الكويت آنذاك، كيف كانت التهمة في العصور السابقة إلى أن برّأهم البابا يوحنا بولص سنة 1966 (اليهود) من قتل المسيح.

إنّ عداء العرب والمسلمين لليهود لم يكن لفارق الديانة، ولكن لاحتلال الصهيونية فلسطين... وطوال التاريخ كانوا شركاء في أوطان المسلمين واستفاد المسلمون من خبراتهم التجارية، هنا في الكويت والدول الإسلامية الأخرى، كالمغرب والعراق والخليج العربي، وبقية الدول العربية.

***

القومية لا تُخلق من الدين كما تدعي الصهيونية، بل هي جنس كالجنس العربي تعددت فيهم الديانات وبقيت قوميتهم إلى أن ختم الإسلام الديانات ومقولة اليهود: (إن قوميتهم خلقتها ديانتهم)، هذا أمر مخالف للتاريخ الاجتماعي والتاريخ العام حيث تحتضن كل قومية العديد من الديانات.

الوطن العربي يحتوي على ديانات عدة، الإسلام والمسيحية واليهودية، بالإضافة إلى ديانات عديدة من وافدين مختلفين وأقليات لهم الحرية بما يعبدون.

رسالة (وعد بلفور) عُرفت بوعد بلفور أوحت الصهيونية العالمية للإنكليز أن يُشار إلى القومية وليس إلى الدين اليهودي، فكانت صيغة العهد هكذا:

وزارة الخارجية البريطانية، في الثاني من نوفمبر 1917 ظهر اللورد روتشيلد الذي قال: يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونيين وقد عرض على وزارة الخارجية وأقرّتْه:

«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح».

الإمضاء: آرثر جيمس بلفور

وزير خارجية بريطانيا

... هكذا ألزم اليهود بريطانيا أن تذكر هذه الصيغة في الوعد:

«تأسيس وطن قومي» ومعظمهم من أوروبا الشرقية وروسيا والعرب والأفارقة... هكذا أرادت الصهيونية العالمية فكان لها ما أرادت».