عماد الدين أديب

مؤتمر الحزب الجمهوري المنعقد الآن يسير بقوة نحو تنصيب مرشحه الرئاسي دونالد ترامب «الزعيم الشعبوي المسيطر تماماً بلا منازع على الحزب».

هذا حزب، كما ظهر لنا على شاشات التلفزيون، وكما أكدت كلمات المتحدثين، أصبح يقف كله بأجنحته وتياراته وأجياله خلف مرشحه الوحيد دونالد ترامب.

لا منافس لترامب، لا معارض له، لا تيار قديماً ولا تيار جديداً، لا يمين ولا يسار داخل الحزب، لا تكتل أقلية أو أغلبية له رأي مخالف.

الجميع خلف الرجل في تظاهرة سياسية حزبية غير مسبوقة تؤكد وحدة صلبة للحزب في معركة الرئاسة.

أعتى منافسيه داخل الحزب تبدلوا من حال إلى حال.

معارضه الأول فانس أصبح نائباً لرئيس الجمهورية بناء على ترشيح ترامب.

حاكم فلوريدا دي سانتوس أعلن في كلمته أن ترامب هو أمل إنقاذ البلاد من سياسة إدارة بايدن الكارثية تجاه فتح الحدود للمهاجرين.

منافسته الأقوى في تصفيات هذه الانتخابات التمهيدية داخل الحزب نيكي هيلي بدأت كلمتها «في البداية أريد أن أعلن لكم دعمي غير المحدود وغير المشروط لترامب في معركته الرئاسية».

وأضافت هيلي: «ليس لنا سوى ترامب كي يمنع وصول الديمقراطيين إلى الحكم مرة أخرى».

جميعهم قالوا في كلماتهم إن ترامب ليس بحاجة إلى إثبات أنه قادر على إحداث تغيير حقيقي لأنه أثبت ذلك – بالفعل – في رئاسته الأولى.

المظلومية السياسية التي عانى منها ترامب، ثم صور الرجل وهو يتم اقتياده إلى المحاكم، ثم فيديو محاولة اغتياله صنع حجماً غير مسبوق من التعاطف الشعبي والدعم السياسي للرجل.

باختصار أصبح الحزب الجمهوري منذ محاولة الاغتيال الفاشلة حتى ثاني أيام مؤتمر الحزب هو «حزب ترامب» بلا جدال وبلا نزاع وبلا أي عوائق من أي نوع.

آخر إحصاء أجراه الحزب الديمقراطي يؤكد في مؤشراته أمس أن ترامب يحصد من نصيب بايدن الشعبي وحصته في الأصوات داخل 14 ولاية منها ولايات كانت دائماً محسوبة سياسياً موالية للحزب الديمقراطي.

أرقام حجم رضاء الناخبين لبايدن انخفضت.

آخر الأرقام دقة وخطورة وصعوبة تقول وتؤشر في متوسطاتها إلى أن 70% يرون أن بايدن من الناحية العمرية غير قادر على أداء مهمته لفترة ثانية.