حصة سيف
بدأ الجو بالتحسّن في بداية أغسطس، وتكونت الغيوم، وسقطت الأمطار على الساحل الشرقي خاصة، وكانت منطقة خورفكان، «عروس الساحل الشرقي»، الملاذ المفضّل للأهالي والسيّاح، بتجهيزاتها وأماكنها المتعددة، وجمال الهندسة التقليدية في مبانيها ومرافقها السياحية، لذلك كانت الخيار الأمثل للسياحة الداخلية بدولتنا في جوّ الصيف الحار.
وتعددت الأماكن المؤهّلة لاستقطاب الزوار بجميع المواسم في كثير من المناطق، إلا أن تحسّن الجو، ولو كان طفيفاً، يجعل «خورفكان» في مقدمة الخيارات الموفقة للأسر، للزيارة والاستمتاع باللحظات والأجواء الخيالية فيها، في أتون الصيف، ويشجع على السياحة الأسرية في مرافقها، خاصة داخل متحف المهن التقليدية والسوق القديم، الذي صمّم على طراز المحال القديمة ذات الأبواب الخشبية، التي تدخلك في بوّابة الزمن الجميل، وبجانبها في المبنى نفسه المملوء بأنواع المطاعم، التقليدية منها والحديثة.
كما لم يتدخل القائمون على متحف المهن التقليدية، بإزعاج الأهالي وجيرانهم أو ترحيلهم من خلف المتحف، بل تركوا لهم حرية الاختيار، وممارسة نشاطاتهم وحياتهم الطبيعية بمزارعهم، بما فيها من ماشية وحيوانات، بل وأصبحت جزءاً لا يتجزّأ من المكان، وبعض من تستهويهم مشاهدة المزارع، بإمكانهم الإطلالة عليها من طرق مخصصة لها، ما جعل المكان في غاية الانسجام والترابط، بما يشمل جميع مكوناته.
وهذا هو الاستغلال الحقيقي، بما حباه الله تعالى للأهالي في تلك المنطقة، والاستثمار السياحي فيها يزيد تعلّقهم بمزارعهم وبماضيهم التليد. كما يؤكد هُوّيتهم الوطنية، ويزيد تعلقهم بالقيم والمعاني التي تحثّ على خدمة الوطن والمحافظة على إرثه، ونريد أن نرى الكثير من تلك المشاريع السياحية في وطننا الغالي المحافظة على إرثنا، وتشارك الأفراد والأسر وتشجعهم على المحافظة على حياتهم الطبيعية، بما تشمل من مزارع وتربية المواشي والحيوانات.
وتكفي الواجهة الحديثة المحافظة على الماضي الجميل، وتفاصيلها التي تسهم في غرس حب الوطن وماضيه، فكثير من السياح وحتى الأهالي، لا تستهويهم الفنادق والاستراحات الفاخرة.. لكن ما يجذبهم ويجلب لهم الراحة والانسجام مع كل المنشآت والمبادرات المحافظة على الماضي بالطريقة الحديثة، ومواقعها في الطبيعة البحتة بما تشكل من جبال وبحار ومسطحات خضراء.
ولعل الكثير يجهلون تلك الأماكن في وطننا الجميل، والجميع مطالبون بأن يسوّقوا لمرافقها ويشجعوا السياحة الداخلية فيها.. وأشهر الصيف رغم شدة الحرارة فيها، فإن أوقاتها الممطرة جميلة تتشابه مع أجواء الشتاء، وإن كانت في أوقات محدودة، فإنها تستوجب استغلال تلك الأوقات وتشجيع زيارة أماكننا الجميلة على أرض الوطن.
التعليقات