رندة تقي الدين

يدرس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز القوة الفرنسية في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" بزيادة عددها من 750 إلى حوالى 1000 جندي أو أكثر لتكون جاهزة بشكل أفضل عندما تحتاج إلى التدخل في القرى، على أن تكون مجهزة بالوسائل الإلكترونية المتقدمة لكي تمكن من معرفة مكان انطلاق القصف، وهو حالياً يدرس إمكان ذلك مع رئيس الأركان الجنرال أوركارد، وقد يعلن عن ذلك في الأسابيع المقبلة.

ويرى ماكرون أن تعزيز القوة الفرنسية يعزز مصداقية "اليونيفيل"، خصوصاً إذا شنت إسرائيل هجوماً على لبنان، إذ إن ذلك يشجع الدول الأخرى على البقاء وعدم سحب قواتها، ويصعب تحرك الإسرائيليين، كما يسهل معرفة أماكن إطلاق النار، ما ينشئ معادلة قوة مختلفة مع "حزب الله" في تحديد المسؤوليات.

ورغم هذا الاتجاه، ما زال ماكرون يعتقد أنه ما زال هناك إمكان لتجنب الأسوأ في لبنان، بحسب قول مصدر فرنسي رفيع. وفرنسا لا تنوي تغيير مهمة قوة "اليونيفيل" التي يصفها بأنها مهمة صلبة وفقاً لقرار انتشارها. ويضيف المصدر لـ"النهار العربي" أن ماكرون ما زال يتابع عن قرب الوضع في لبنان ويهتم به وما زال عازماً على زيارة لبنان من دون أن يحدد إذا كانت لزيارة للقوات الفرنسية في نهاية السنة أو في وقت آخر.

على صعيد الحرب في غزة، كان متوقعاً أن يُعقد يوم 25 تموز (يوليو) الجاري، وعشية افتتاح الألعاب الأولمبية في 26 منه، اجتماع في باريس حول غزة، لكنه تأجل إلى الخريف. وقال المصدر إن باريس تسعى مع شركائها إلى صيغة لوقف إطلاق النار والتصويت على قرار في مجلس الأمن يتيح انتشار قوى من السلطة الفلسطينية والعرب ودول أخرى في غزة والمطالبة بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية في مقابل التزام دول عربية والشركاء الدوليين بإعادة إعمار غزة. وكان مفترضاً أن يعقد الاجتماع مع الأميركيين في 25 تموز (تموز) في باريس، إذ كان هناك أمل بحصول تبادل الإفراج عن الرهائن في هذا التاريخ، لكن إسرائيل شنت حملة قصف شديدة مجدداً على غزة، ما أدى إلى تأجيل الاجتماع إلى الخريف.

ورأى المصدر أن المخاطر كبيرة جداً على لبنان نتيجة استمرار الحرب في غزة، واصفاً السيناريو الأميركي بأنه منطقي ولو أنه متسم بالتشاؤم، فالإدارة الأميركية والمبعوث آموس هوكشتاين اعتبرا منذ أشهر أن "حزب الله" لن يوقف القصف ما دامت الحرب مستمرة في غزة، ويجب أولاً الاهتمام بوقف إطلاق النار وبعد ذلك الاهتمام بلبنان. في المقابل، راهنت فرنسا على غير ذلك، إذ إنها أرادت الاتفاق مع "حزب الله" وإقناعه بوقف إطلاق النار لتجنيب لبنان هجوماً إسرائيلياً، لكن إذا استمر الوضع كما هو فقد تشن إسرائيل هجوماً على لبنان بشكل أو بآخر، في رأي المصدر.