عبدالله العلمي
يشهد سوق العمل في السعودية ارتفاعات واضحة في مشاركة المرأة، وهو ما تسعى إليه رؤية المملكة الطموحة لإشراك المرأة السعودية بنسب أكبر في جميع المجالات، ما يدلّ إلى الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي للمرأة.
تستمر المملكة في تسجيل إنجازات مهمّة، في تأهيل وتنمية مهارات المواطنة وتمكينها من العمل، ما نتج منها ازدياد مشاركتها في العديد من المجالات في جميع أنحاء المملكة. كذلك أثبتت المرأة السعودية قدرتها وكفاءتها الفعّالة في قيادة التغيير وصنع القرار، وكانت النتيجة الحتمية تمكينها ودمجها كشريك فاعل في عملية التنمية.
لعلي أطرح بعض الأمثلة. ارتفع أعداد المواطنات المؤهلات في المناصب الإدارية العليا والمتوسطة في سوق العمل السعودي إلى أكثر من 42 %. أما نسبة السعوديات في المجالات الاقتصادية فتجاوزت 36% ، ووصلت نسبة المنشآت التي تملكها سعوديات إلى أكثر من 45 % من إجمالي عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة. هذه الإحصائيات تبشّر بالخير، والآتي أجمل.
لعلي أضيف أمثلة أخرى. ارتفعت نسبة توظيف المرأة في القطاع الصناعي 93 %، كما ارتفع عدد المواطنات في مجال الأمن السيبراني في المملكة، الثانية عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني. كذلك قفزت نسبة وظائف المرأة في مهن الاتصالات من 11% في عام 2017 إلى 39% في عام 2022، حيث حاز برنامج تمكين المرأة في قطاع الاتصالات على جائزة عالمية من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) الذي يُبرز رؤية القيادة في فتح جميع مجالات العمل للمرأة.
هنا، وصلت عنود الأسمري إلى موقع أول حَكَمة سعودية تحصل على الشارة الدولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد اختيارها من بين 8 حكام ساحة سعوديين. هناك، سيشهد أولمبياد باريس المقبل حدثًا تاريخيًا للرياضة السعودية بمشاركة السباحة مشاعل العايد في منافسات سباق 200 متر حرّة ضمن بعثة تضمّ 10 لاعبين يمثلون المملكة. وفي الفضاء، نجحت السعودية ريانة برناوي في الصعود إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) في مهمّة علمية وطنية رسمية ضمن برنامج المملكة لرواد الفضاء.
هذا ليس كل شيء، بل تفوقت المرأة السعودية أيضًا في النطاقات العلمية والابتكار، وهذا يعود إلى قدراتها المميزة في ميادين الهندسة وعلوم الحاسوب والطب، وأصبحت عنصرًا مؤثرًا في المشهدين الثقافي والإعلامي. لا شك في أن رؤية المملكة 2030 تستهدف تعزيز وتمكين المرأة الفاعلة والمؤثرة في تلك المجالات وغيرها.
وللديبلوماسية أيضًا نصيب من نجاح المرأة السعودية. أخصّ بالذكر السفيرات: الأميرة ريما بنت بندر آل سعود في واشنطن، والأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن في أسبانيا، وآمال المعلمي في كندا، وإيناس الشهوان في السويد، ونسرين الشبل في فنلندا، وهيفاء الجديع سفيرة الرياض لدى الاتحاد الأوروبي.
آخر الكلام. المرأة السعودية استحوذت على 10 مراتب أولى ضمن أفضل نساء العرب، لعلّ الأمثلة القليلة التي ذكرتها تجعلنا نعتز ونتباهى بهذه الإنجازات.
التعليقات