جابر الهاجري

اثبتت مأساة غزة إلى أي درجة النظام الغربي منافق وجميع ما ادعاه على مدى عقود طويلة في دفاعه عن حقوق الإنسان ليس إلا وسيلة لابتزاز بعض الأنظمة وللترويج والتسويق السياسي للسيطرة على العقل العام لدى بعض الشعوب أو معظمها.

استشهد المناضل المجاهد المؤمن إسماعيل هنية، في طهران قبل أسبوع، وبدت تتضح المواقف وكلنا اعتزاز بموقف قيادتنا الرشيدة في الاستنكار الشديد لاغتيال هذه الشخصية السياسية الكبيرة، ودانت دول مجلس التعاون الخليجي هذه الجريمة النكراء، ونحن اليوم كلنا مع المقاومة الإسلامية «حماس»، وإن اختلف معها البعض في مواقف سابقة، ولكن أن يستمر البعض في شن الهجوم المسموم عليها وهي في حال قتال مع عدو متوحش لا يوجد في قاموسه مكان للإنسانية، فهنا نتوقف ونتساءل ولنا كل الحق في ذلك ونسأل أولئك الذين تعلو صيحاتهم ضد «حماس» في هذا الوقت هل أنتم عرب؟ هل أنتم مسلمون؟ بل نسألهم هل أنتم من بني الإنسان؟، من غير المنطقي ذلك الخطاب الذي لم يتبناه سوى الصهاينة ورفضه الكثير من اليهود وتظاهروا ضده، وبالطبع السؤال هنا لأولئك الذين يزعمون أنهم مفكرون ومثقفون، أما أولئك الذين هم مع الخيل يا شقرا فهم مثل سحابة صيف لا تمطر ولا تثمر.

هناك قتل بلا رحمة ولا هوادة، منذ عقود تباد القرى الفلسطينية ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ليس بوليد هذه الأيام واعتاد الشعب المؤمن في فلسطين على ارتقاء شهدائه كل يوم حتى جاء طوفان الأقصى ونهضت «حماس» نهضة الأُسود على مكامن العدو الذي يدعي أنه جيش لا يقهر ومرغت أنفه في الوحل، ولم يحتمل الجبناء الصهاينة الصدمة فأكملوا مشروع الإبادة ضد المدنيين العزل وضرب الأماكن المأهولة بالسكان والمستشفيات ودور العبادة والمدارس وسيارات الإسعاف، وبدأ القناصة الصهاينة باستهداف الأطفال، ولم يتم استثناء بشر أو حجر وهذا هو آخر ما لديهم، وأثبتوا للعالم بأسره بأنهم ليسوا بيهود بل هم حركة صهيونية ملحدة مارقة يجب أن تتم محاكمة مجرميها وقادتها محاكمة دولية.

ويأتي من يدعي الخوف على الشعب الفلسطيني ويهاجم حركة حماس بصورة تثير الشفقة، لأن جميع بني البشر اليوم يرون أن «حماس» هي حركة تمثل التحرير من الاستعباد والقتل والإبادة إلا بعضاً من بني جلدتنا كان يريد للفلسطينيين عندما يتم لطمهم على الخد الأيمن أن يديروا للعدو الخد الأيسر ليكمل صفعهم، اليوم أبى من أبى، «حماس» تمثل حركة جهاد تحظى باحترام كل المسلمين بمللهم كافة، وليت أولئك الذين لا شغل لهم هذه الأيام إلا مهاجمتها أن يصمتوا.

اللهم إنا نسألك يا عظيم يا ناصر المظلومين أن تنصر إخوتنا في غزة وفلسطين وجنوب لبنان على الصهاينة الظالمين، وأن تسدد رمي أبطال المقاومة «حماس» وأن تنصرهم نصراً مبيناً وأنت على كل شيء قدير... دمتم بخير.

jaberalhajri8@