«المسحوبة جنسياتهم لم يعترضوا.. فالقرارات بنيت على دلائل وثبوتيات وقرائن».

نعم هذا ما ندعو إليه في تطبيق أي قانون، مهما كان قاسياً على من يعيش على هذه الأرض. سحب الجنسية الكويتية من 850 شخصاً هو ما تفضّل به النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، هو بداية الطريق، وان «اللجنة العليا للجنسية تعمل بشكل مستمر، وتتخذ قراراتها بكل دقة، وان الخط الساخن للإبلاغ عن مزوري ومزدوجي الجنسية لا يزال يتلقى البلاغات وبشكل متزايد».

ما تفضّل به الوزير الفاضل هو عين الصواب، وهو مسطرة العمل القانوني، الذي يجب ألا يثير أي أحد، رغم ان كل هؤلاء حصلوا على الجنسية بشكل غير قانوني، فإن سحبها منهم يتم بطريقة قانونية ومن دون ظلم، كما يدّعي البعض، الذين هاجوا وماجوا على قرارات السحب، ولم نسمع لهم حرفاً واحداً على التزوير أو الازدواج.

‏لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى أو نتناسى دور الفاضل صالح الفضالة، رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، الذي أعلن مراراً وتكراراً أن كل الملفات جاهزة بكل الوثائق، التي تُدين من يقيم بصورة غير قانونية بوثائقها الرسمية، وانه بانتظار إشارة البدء بفتحها والتنفيذ، ها نحن اليوم، والحمدلله، نرى عجلة التنظيف قد بدأت.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أي إنسان شريف بأي ظلم على غيره، وها نحن سعداء بحملة التنظيف، التي تعيشها الكويت بقيادة وزير الداخلية وزير الدفاع، والتي قد تكون جاءت متأخرة نوعاً ما، إلا أن ظروف اليوم أطلقت العنان ليد القانون لتكون بداية قوية وموفقة.

هذه البداية والانطلاقة تساهمان بشكل فاعل في نخل المجتمع الكويتي، وإبعاد كل ما هو دخيل عليه بأساليب قانونية، عكس ما مارسه هؤلاء، ومن دعمهم وساعدهم وسهل مهمتهم، بأساليب غير مشروعة وغير قانونية، حين استغل ضعفاء النفوذ ومستغلو المنصب والسلطة ترهّل وضعف الأجهزة الحكومية في مراحل ماضية.

أعرف أن هناك من سيرد ويقول: ماذا عن أولويات التنمية التي يجب الالتفات إليها قبل ذلك كله؟ إلا أن الرد على هذا الطرح هو ان تنظيف الاساس والارضية لأي بناء هو بأهمية مشاريع التنمية إن لم يضاهِها.

استمر وفّقك الله بوفيصل، الكل يشد على يدك ويصفق لك، لأنك ملتزم بالقانون، ولا ترضى بالظلم.

‏نحن لا نطبّل ولا نهلل لما يُقال هنا وهناك، كما يدّعي البعض، ولكننا نُشيد ونؤيد ونشجع ما هو على أرض الواقع، وكل من يلتزم بالقانون، غير ملتفت للقيل والقال، حتى وإن كان ذلك على حساب وقته وصحته.

وفقك الله بوفيصل، وأمدك بالصحة والعافية، وكثّر الله من أمثالك.

إقبال الأحمد