علي الخزيم

- المرأة الماجدة بلغة العرب: هي من تحقق مَجْداً لذاتها أو لأسرتها أو مجتمعها، وزادوا: بأنها من تكتسب حَسَباً وتتحلى بالخلق الحسن؛ وتقول بعض العرب انها من تنجب ثلاثة فأكثر من الأبناء النجباء؛ غير أن منهم من كان قديماً يكتفي بنعتها بالنجابة لإنجابها فوق الثلاثة مهما كان موقعهم وتأثيرهم بالقبيلة، وبالوقت الراهن يرى البعض أن الماجدة بين النساء هي صاحبة الإنجاز المُعتبر؛ الشغوفة بتحقيق الأهداف واستشراف المستقبل.

- نعيش الآن (في ظل حكمة قائد النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين؛ ومبتكر ومهندس الرؤية السعودية سمو ولي عهده حفظهما الله) إنجازات في مجال تمكين المرأة السعودية، بما يخدم الدين والوطن وفي مجالات تناسب إمكاناتها وقدراتها، وقد أثبتت ماجدات الوطن أنهن على قدر كبير من المسئولية بكل المجالات، وقد حققن ما يتخطى المأمول وأبهر مثيلاتهن بين دول العالم.

- ليس بالأمر الجديد أن تتفوَّق المرأة العربية وأخص هنا المرأة السعودية، فهي حفيدة ماجِدات أبدعن بمجالات متعددة أدباً وشعراً وخطابة وحتى بالفروسية والتطبيب قبل الإسلام وبعده، وسجَّل التأريخ أسماء ماجِدات كان لهن الأثر البالغ الواضح بمسيرة وسيرة مجتمعاتهن بجزيرة العرب؛ وسجلات الأسماء تطول على الباحث؛ غير أن الأمثلة قد تكفي عن المُجمَل.

- وثمَّة علامات بارزة مضيئة بتاريخ الإسلام والمسلمين من نساء العرب؛ وكما بالمواقف الثابتة والتضحيات الكبيرة من الصحابيات - رضي الله عنهن أجمعين -، غير أن الحديث هنا يرتكز على مَن برزن بالعصر الحديث من بنات (مملكة العز والعزم والحزم) وهن كُثر وقد سجَّلن وحقّقن إبداعات علمية ثقافية وطبية، وتُوّجن بأعلى الأوسمة والجوائز العلمية العالمية وبراءات الاختراع المختلفة نظير أبحاثهن واختراعاتهن، وحينما كنا بعقود سابقة نستطيع إيراد عشرات الأمثلة لماجدات الوطن؛ فإن الأمر مختلف الآن فقائمة الأمثلة تطول وتستمر ولله الحمد.

- وقد يَمِيل مُشككون إلى أن تمكين المرأة السعودية إنما جاء كحلقة بسلسلة الرفاهية والتَّرف التي تعيشها بلادنا - ولله الحمد والمنة - وغاب عنهم أنها مراحل كان لا بد منها لما لها من الأثر البالغ بتطوير وتحسين سبل الحياة وجودتها والازدهار الاقتصادي والثقافي بصفة عامة، ولأن بنات الوطن جديرات بتَسنُّم المراكز القيادية بالوظائف والخدمات العامة كان لزاماً مشاركتهن بنهضة بلادهن الغالية؛ وليثبتن حضورهن المثمر الفعَّال بالتنمية الشاملة ضمن استراتيجيات وخُطط تناسب قدراتهن وإمكاناتهن، وهن أهل لذلك بعون الله.

- بنات الوطن مقبلات على تحمُّل مسئوليات جسام ويجب أن يَكُنّ على مستوى المسئولية المنوطة بهن، ويُقدّرن الثقة (العالية الغالية) التي مُنحت لهن من لدن القيادة الرشيدة، فبنات الوطن هن - مع الشباب - عماد المستقبل ومرتكز الاطمئنان بعون الله، ولسن بأقل من بنات بلاد أخرى بل إنهن يتفوقن على البعض بما يَتَحَلّين به من قيم عربية إسلامية، ومن شيم وأخلاق وسجايا غاية بالرقي، فما أجمل بنات الوطن بحسن الخُلُق الممتزج بالعلم والثقافة والابتكار والتقنيات الحديثة، وكل مجالات التقدم والحضارة، فيحق لنا أن نقول: (ماجدات الوطن نجوم ساطعة بمواقع لائقة بهن)!.