أحمد المغلوث

أتابع بشغف واهتمام كبيرين حلقات برنامج «أرض العمالقة» والذي سبر غور أبطال هذه الأرض وكيف بدأ بعضهم. وكيف وصلوا الي ما حققوه وتميزوا فيه في زمن قصير من عمر الزمن والذي لم يقرأ عنهم سابقا باتوا على علم بإنجازاتهم المختلفة من البداية عملهم في بيوتهم. أو من خلال مستودعات متواضعة حتى وصولهم إلى عالم الشهرة الواسع واحتلال البعض منهم قائمة الأغنى والكثر ثروة في هذا العالم الواسع والذي يموت فيه الآلاف نتيجة للحروب والصراعات والمواجهات حتى بين أبناء الوطن الواحد نتيجة للمكابرة وعدم التنازل من أجل حياة أبناء وطنهم الذين ليس لهم ذنب إلا أن حظهم العاثر جعلهم في وطن ليس فيه قيادي رشيد وحصيف.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أين مليارات أصحاب «أرض العمالقة» ليقدموا ويساهموا بالتبرع لمن يموت جوعا أو نتيجة حتمية للأمراض وليدة الحروب والكوارث والصراعات.

مشاهد شبه يومية تنقلها لنا وسائل الإعلام في العالم لما يحدث في بعض الدول.

مشاهد تجعل الدموع التي لا تخرج من العيون تترسب في الأعماق. لتبكي في الداخل ما يحدث من الموت الطازج وعلى عينك يا تاجر. كما هو حاصل في «غزة» المنكوبة والتي تعرضت لآلاف من الصواريخ المدمرة والمهلكة في مسلسل دموي يومي. بدون هدنة أو توقف رغم صراخ العديد من شعوب العالم ومظاهراتهم التي كشفت المستور وكيف يتعامل الجيش الاسرائيلي والذي بات يمارس هوايته في التدمير والقتل اليومي بدون رحمة ولا إنسانية ولا «أحم» من باب التحذير مع أهل غزة حتى يبتعدوا عن ما يسمى خيام أو مجموعة بقايا من الأخشاب والكراتين وما استطاعوا إخراجه من تحت أنقاض بيوتهم من أغطية أو شراشف..

كانت المشاهد الدامية عبارة عن أشلاء وأجساد متفحمة لعبت فيها نيران القصف وشظايا الصواريخ. فتطايرت أطراف الأطفال على صدى بكاء ونحيب الأمهات الثكلى.. ونحيب الأبناء الذين نجوا من مسلسل الموت المستمر ربما حتى نشر هذه السطور.

يا الله.. أين قوة الأمم المتحدة التي تأسست من أجل الإنسانية وتحقيق التعاون الدولي وحل المشاكل الدولية وما يحدث في العالم من مواجهات وتعزيز وتشجيع احترام حقوق الإنسان في كل مكان والسعي لحريات أساسية للجميع بلا تميز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين.. أين أممنا المتحدة والعزيزة عما يحدث في غزة. ولماذا لم يطبق ذلك والعالم كله بات يشهد ما يحدث يوميا في كل مكان من أرض فلسطين الحبيبة.

هل العالم وأممه بات داخل نجمة إسرائيلية لا يستطيع الخروج منها؛ فالفيتو الأمريكي القميء له بالمرصاد. لماذا هذه الأمم المتحدة لا تستعمل حقوقها التي وقع عليها حتى الكيان الإسرائيلي. أم أنه يلعب مع أمريكا على الحبلين.. وأين الأصوات والضمائر الحية التي تغني بالسلام. وتسعى كما تقول في دساتيرها هدفها السلام.

أم أن السلام في ضميرهم وعرفهم مختلف. فبات في حكمهم مأساة ميتة. لا حول له ولا قوة غير أن هذه المأساة مستمرة حتى اليوم.

وحسبي الله.!