موسى بهبهاني

تم تحديد موعد لقاء المنتخبين العراقي والكويتي منذ فترة سابقة معلنة، واتخذ القرار بإقامة المباراة الجماهيرية على ملعب استاد جابر الدولي، وقد وافقت السلطة الأمنية على إصدار التأشيرات لدخول 5000 مشجع عراقي وفق اشتراطات متفق عليها من الطرفين.

وأعلن الاتحاد الكويتي لكرة القدم أن عدد التذاكر الصادرة وصل إلى 60 ألف تذكرة أي كامل عدد مقاعد الاستاد.

مما يعني أن توافد الجماهير كان مؤكداً بالملعب، وكل ذلك كان متوقعاً لدى الجهة المنظمة (اتحاد كرة القدم).

إذاً، هل الجهة المنظمة قامت بدورها المنوط بها قبل بدء المباراة الجماهيرية؟!

هل قامت بتجهيز وتوفير المتطلبات الأساسية من المشروبات -الأطعمة الخفيفة -الأمن والسلامة -... علاوة على تنظيم دخول الجماهير؟

الفشل كان مدوياً:

للأسف في مباراة واحدة فقط كان الفشل مدوياً في التجهيز والتنظيم وكأن المسؤولين يعملون بلا تخطيط أو تنظيم!

فعلاً هو يوم شؤم لمن فشلوا في إدارة هذا اللقاء الجماهيري المرتقب!

تكشفت من خلاله أن الإدارة الحالية ليست أهلاً لذلك، أي تنظيم المباراة.

- توافد الآلاف من الجماهير الرياضية إلى الملعب منذ العصر أي قبل بدء المباراة بساعات عدة.

- تم دخول الجماهير إلى الملعب بشكل غير حضاري وازدحام وتدافع على مدخل واحد!

فلماذا لم تفتح كل المداخل؟

- التذاكر كانت غير مرقمة وبالتالي كان الدخول والجلوس بشكل عشوائي؟ (وكأنها لعبة الكراسي ومن سبق لبق).

- تم منع دخول قناني الماء مع الجماهير ... أفيعقل وبهذه الأجواء الحارة يمنع دخول المياه ولا يتم توفيرها بالملعب مهما كانت الأسباب!

شاهدنا وللمرة الأولى على مستوى العالم، الجماهير الرياضية تصدح «نبي ماي... نبي ماي»! وقد تم نقل هذه الأحداث مباشرة عبر قنوات عالمية وهي فضيحة بامتياز!

قام رجال الأمن والإطفاء مشكورين بجلب المياه المعدنية بكميات كبيرة وقاموا برميها من أرضية الملعب إلى الجماهير في المدرجات، فمن كان في الصفوف الأمامية حصل على الماء، أما من كان في الصفوف الخلفية فلم يحصل عليها!

ولا نعلم هل كانت المياة باردة أم حارة!

وبسبب عدم الاستعداد المبكر وعدم اتخاذ قرارات تنظيمية حاسمة، كانت النتيجة حالات إغماء وإجهاد أصيب بها عدد من الجماهير بسبب الحر والعطش والاختناق!

ولولا لطف المولى عز وجل لحدث ما لاتحمد عقباه، فالاستهتار وتعريض حياة الناس للخطر أمر لا يمكن السكوت عليه.

- يذكر أحد الحضور أنه كان برفقة أسرته فغادر المدرج لشراء عبوات ماء، فقال له البائع: إن قناني الماء قد نفدت وعنده مشروبات غازية، والغريب في الأمر أن البائع قد باع عليه مشروبات عدد 2 بقيمة 4 دنانير وقيمتها الحقيقية لا تتجاوز 200 فلس! (أين وزارة التجارة من هذا الجشع)؟ وكان هذا الحدث قبل بداية المباراة بساعتين؟ فيا ترى كم كان يبيع عبوات الماء؟

مثل هؤلاء ديدنهم الجشع والطمع والحرص على الكسب الحرام واستغلال الناس بهذه الصورة البشعة، ويجب محاسبتهم وفق القانون.

كذلك تم السماح لمن لا يملك تذكرة بالدخول إلى المعلب ومن اشترى تذكرة تم منعه بحجة أن الملعب قد امتلأ بالجماهير!

هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم!

السلبيات:

استاد جابر يعاني من عيوب عدة منها:

-أجهزة التهوية غير متوافرة مما زاد الطين بلة بالاحتباس الحراري الذي حدث بسبب ذلك.

-عدم توفير مظلات خارجية.

-عدم وجود مرشات مياه لتقي الجماهير من الحرارة ولتلطف الجو.

-عدم تواجد الطاقم البشري المطلوب في المدرجات لتنظيم وتوفير الخدمات للجماهير.

-الخدمات المقدمة للجماهير ضعيفة بل معدومة، فمن المفترض أن توفر إدارة الاستاد الخدمات الأساسية للمتواجدين في الاستاد كالمشروبات الباردة والساخنة -المأكولات الخفيفة -الأمن والسلامة -نظافة دورات المياه.

سؤال مستحق:

إن كان هذا الفشل قد حدث فى إقامة مباراة واحدة فقط، فكيف سنتمكن من إقامة دورة الخليج المقبلة؟

علاوة على ذلك ما تكشف عن تصريحات عجيبة:

-مسؤول رياضي يقول إنه قد تمت الموافقة على إصدار تأشيرات لعدد معين من المشجعين فقط.

وآخر يقول إنه ليس من الضرورة أن تحضر الجماهير لمشاهدة المباراة!

وآخر يشيد بآلية دخول المشجعين للاستاد وعدم ترقيم التذاكر!

اعلموا أن السكوت من ذهب بدلاً من التفوه بكلام شاهدنا نتيجته.

احفظ لسانك واحترز من لفظه

فالمرء يسلم باللسان ويعطب

والحقيقة المرة... والتي ستؤثر على الرياضة الكويتية في مستقبل الأيام كيفية اختيار من يسند إليهم إدارة الرياضة!

ختاماً:

يجب أن تتم محاسبة كل المسؤولين عن إدارة هذا القطاع المهم في الدولة وهو قطاع الشباب والرياضة.

ولله الحمد، الكويت تملك كل الإمكانيات المادية والبشرية ولها القدرة على بناء أرقى الملاعب الدولية، وكذلك عمل التعديلات والصيانة الدورية وسد النقص في هذا الاستاد الكبير إن وُجد.

-لماذا لا تسند إدارة الملعب إلى متعهد ذي خبرة ليقوم بتوفير كل الخدمات للجماهير الرياضية مع تحديد أسعار السلع المقدمة لهم بطريقة لا تكون مبالغ فيها.

-الاستعانة بالشباب الكويتي في التواجد في المدرجات للقيام بالمساعدة في عملية التنظيم وتوفير الخدمات للجماهير.

-البوابات والتذاكر يجب أن تكون إلكترونية والمقاعد مرقمة بحيث يكون المكان لصاحب التذكرة طول مدة المباراة.

-تنظيم طريقة الدخول والخروج من الملعب بحيث تكون وفق الاشتراطات السليمة وبالتعاون مع الجهات الأمنية والطبية الموجودة في الاستاد.

-التعاون مع دول الجوار في عملية التنظيم وتوفير الخدمات وبناء الملاعب الدولية.

وأخيراً كل الشكر للجماهير الرياضية ولاعبي المنتخبين (الكويتي والعراقي) الذين سادت بينهم روح المنافسة الشريفة المحمودة التي أسعدتنا طوال فترة المباراة.

كل ما حصل من أحداث أثناء إقامة هذا اللقاء الجماهيري يتعلق بسمعة وطن، ويجب ألا نتهاون في ذلك، فالوطن فوق الجميع.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.