يوسف الجلاهمة

جاثوم

تابعت ما حدث لعناصر حزب الله في بيروت وسورية إثر تفجيرات «البيجر»، وبعد ذلك دخلت إلى فراشي لأنام وأنا في حال نفسية سيئة، وفعلاً ما أن غطيت في نومي رأيت حلماً غريباً، رأيت أنني أدخل محل تصليح هواتف ومعي مجموعة من «البيجر» القديمة التي أحتفظ بها كـ «أنتيك» ودار هذا الحوار:

أنا: السلام عليكم عندي «بياجر» أرغب بفحصها لا تنفجر فيني.

صاحب المحل: لا تخاف إذا كان قصدك الانفجارات في عناصر حزب، حل لغز الانفجارات في خطوتين إن عرفت تجمع عناصرهم وصلت للحل. الأول: مصدر البياجر، الثاني: تعاون مخابرات دولة مع المخابرات الإسرائيلية بشأن معلومة أن البياجر المفخخة وصلت وجاهزة للتفجير وتم توزيعها على عناصرهم.

بصراحة، خفت من تحليل هذا الرجل، أردت أن أخرج، التفتُّ يمين المحل وجدت الرئيس الإيراني السابق رئيسي وبجانبه إسماعيل هنية، رحمهما الله، وهما يشيران لكرسي ثالث بالقرب منهما، لم أعرف هل هما يدعوان أحداً لهذا الكرسي أو ينتظران قدوم الثالث، استيقظت من نومي شربتُ ماءً وتعوذت من الشيطان وعدت لنومي مرة ثانية.

حرامات

لا يختلف اثنان في الكويت على أن الجانب الأمني والفساد بأنواعه أخذ حصة كبيرة من جهد الحكومة الحالية، وأن الحكومة أبلت بلاءً حسناً في جوانب مرتبطة بالفساد الإداري والمالي وغيرها، ولا ننكر النجاحات في ملفات الجنسية والمزوّرين والمزدوجين ومحاسبتهم، وكذلك الاستمرار في فتح ملفات الفساد الإداري والمالي والمتعلق بالمال العام وكذلك التركيبة السكانية.

لكن هذا لا يعني أن هناك جوانب مطلوب التحرك فيها وعدم إهمالها كالتنمية والمشاريع التنموية، كذلك الأمور المتعلقة برفاهية المواطن.

إلغاء تأمين عافية بالشكل الذي مارسته وزارة الصحة يطرح التساؤل إن كان الأمر أُعد مسبقاً أم لا؟... تصريحات المسؤولين في الصحة ثاني يوم الإلغاء انحصرت في: الإلغاء للمحافظة على المال العام والصحة العامة، استعداداتنا جاهزة لاستقبال المتقاعدين، نظام أولوية سيعمل به وخطة تم إعدادها لتجاوز تبعات إلغاء كرت عافية وتشغيل عيادات أولوية.

الغريبة صادف هذا الأمر إشاعة من (السَّلَقْ) المعروفة تبعيته لمن، بأن هناك إلغاء وخفضاً لمكافآت نهاية الخدمة (بنفس اليوم أو بعد 12 ساعة تقريباً)، وتزعم الإشاعة أن هذه التخفيضات ستشمل قطاعات التعليم والنفط وقطاعات أخرى، كل هذا ولم يحرك أي ناطق رسمي لينطق بكلمة إلى أن انتهت عطلة المولد النبوي الشريف، بعدها بساعات نفت وزارة التربية، كانت نتيجة هذه الإشاعات أن انحرفت بوصلة بعض الشعب ممن سيتضرر من إلغاء أو خفض المكافأة، إذا حدثت، عن قضية إلغاء كرت «عافية».

استخدام مصطلح حماية المال العام «مسمار جحا» لكي نحرم المواطن من الرفاهية التي يجب أن يتمتع بها في بلد غني، هذا أمر غير مقبول، أوقفتم تعديل وتصليح الشوارع ونقلتوها إلى السنة المالية المقبلة وذلك لإحضار الصلبوخ من الإمارات وحماية للمال العام، قطع الكهرباء المبرمج حماية للمال العام بدل أن يتم حل المشكلة جذرياً.

لو سأل مسؤول في الدولة وزارة الكهرباء لماذا تكلفة إنتاج الكهرباء في الكويت أغلى من غيرها من الدول، لعرفت أن أفضل طريقة لوقف إهدار المال العام هو خفض تكلفة إنتاج الكيلو واط من الكهرباء بدل القطع المبرمج والاجتماعات لسد حاجة الدولة من الكهرباء بالسلف، حتى تنظيم مباراة فشلنا فيها مع أن الأمر كله يمكن اختصاره بأن «أعطي الخباز خبزه»... أما أن يكون في الملعب أكثر من نوخذة والنتيجة ما شاهدناه.

نعود إلى عافية وعقدها الذي ألغي بقرار من وزارة الصحة قبل نهاية العقد بأيام معدودة واعتمد مجلس الوزراء القرار لمدة سنة، والعجيب أن الوزارة كانت قد صرحت بأنها ستقوم بسد كل الاحتياجات بنظام العيادات المسائية وستجرب هذه الأنشطة لمدة ستة شهور، يعني إلى شهر أبريل 2025 والحكومة أوقفت القانون لمدة سنة، يعني لغاية سبتمبر 2025.

تأهيل وإصلاح الشوارع ومعالجة احتياجات الكويت من الكهرباء وإلغاء تأمين عافية والقادم أجمل إن شاء الله، كلها تأجلت إلى ميزانية 2025، والهدف واضح تغطية العجز في ميزانية 2024 لكي تقول الحكومة الحالية «أنا بعد معاكم يا حكومات الميزانيات من دون عجز» هم يفتخرون بالإنجاز ولكن ليس على حساب البلد، يقول الشاعر العراقي زهير الدجيلي «حرامات العمر من ينقضي بساع»... تأجيل المشاريع والتنمية لتحقيق معادلة العجز في الميزانية العامة، لا تعني النجاح، ولكنه استمرار على ما سلكته حكومات سابقة ونامت البلد في سبات عميق، وشكراً.

لماذا؟

- سؤال: لماذا حتى الآن وزارة الصحة لم تعطِ مستشفيات الضمان إذن استقبال المرضى؟

- سؤال: لماذا لا تزال وزارة الصحة (أو كوادر قيادية فيها) لم ترخص لفتح المستشفيات العالمية لأفرع رئيسية لها في الكويت؟! تجربة المستشفى الفرنسي المتخصص في أمراض السرطان، ليست بعيدة!

- سؤال: لماذا لم تبادر وزارة الصحة بالتعاون مع (هيئة الصناعة) بتخصيص أراض لشركات عالمية لصناعة الأدوية وفتح المجال للاستثمارات الطبية بدل الاتكال على الأدوية البديلة ذات العلاج طويل الأمد، وشكراً.

اللجنة الخضراء

وزير الكهرباء والماء محمود بوشهري أصدر قراراً بتشكيل لجنة عليا للتنمية الخضراء (هذا يعني لدينا لجنة متوسطة ولجنة صغرى، لكن لا ندري ما هو عملهم)، المهم هذه اللجنة تختص في تشخيص الوضع القائم للمساحات الخضراء والمنتزهات والحدائق العامة والمناطق السكنية والمنافذ الحدودية والطرق والجسور.

طبعاً اللجنة بتجتمع وتُشكّل لجان فرعية ولجان متابعة ومن باب التعاون مع اللجنة الخضراء ويكفي أقول لهم كلمة السر في نجاح عملكم «الماء» اسقوا الشجر ماء، وشكراً.

من قديم الكويت

أهداني الزميل العزيز الأستاذ يوسف شهاب كتابه الجديد «من قديم الكويت – الجزء الثاني». الكتاب جميل ينقلك تأسيس دولة الكويت الحديثة، الوزارة والتعليم، الرياضة والسياحة. أدعو أبنائي مواليد التسعينات والألفين للاطلاع على ما كانت عليه الكويت من تقدم وتطور وتجديد وكيف أن أبناءها في ذلك الوقت كانوا مصممين على تحديث وبناء الكويت درة الخليج سابقاً، وشكراً.

وعلى الخير نلتقي،،،