سلطان ابراهيم الخلف
أسقط الأميركان في الحرب العالمية الثانية قنبلتين نوويتين على اليابان، إحداهما على مدينة هيروشيما، والأخرى على مدينة نجازاكي. يقدر عدد قتلى القنبلتين ما يقارب من 250 ألفاً من المدنيين الأبرياء، ناهيك عن الدمار الهائل الذي أحدثته القنبلتان في المدينتين، ومعاناة اليابانيين من الإشعاع النووي الذي طال أجيالاً من أبنائهم.
يقول الجنرال آيزنهاور، في مذكراته: «اليابان كانت مهزومة...، إسقاط القنبلة كان غير ضروري قطعياً». أما الأدميرال وليام ليهي، كتب في مذكراته: «استخدام هذا السلاح البربري على هيروشيما ونجازاكي لم يكن له فاعلية مادية في الحرب، حيث كانت اليابان مهزومة ومستعدة للاستسلام».
كان الهدف الحقيقي من استخدام أميركا السلاح النووي هو إعلان تفوقها العسكري على دول العالم، وإرهاب كل من يقف في طريق مصالحها. لكن ذلك لم يتحقق لها، وأصابها الإحباط عندما نجح الاتحاد السوفياتي في إنتاج الأسلحة النووية، وسحب من تحتها بساط الهيمنة على العالم.
الكيان المحتل ذو السبعة ملايين صهيوني، يحاول إخافة وطننا العربي الكبير ذي 430 مليون عربي والهيمنة عليه، من خلال استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين. ومع أنه هدّد باستخدام السلاح النووي في غزة، وأيده في ذلك عضو الكونغرس الجمهوري المجنون ليندسي غراهام، إلا أنه يستعيض عن السلاح النووي بأسلحة أميركية فتاكة، مثل القنابل الثقيلة زنة 2000 رطل، وقنابل اختراق المخابئ شديدة الانفجار، التي يلقيها على رؤوس المدنيين، وقد تسببت بقتل عشرات الآلاف في غزة المحاصرة ولبنان وشرّدت مئات الآلاف، وهي جريمة حرب لا تقل عن جريمة إلقاء القنابل النووية على رؤوس اليابانيين المدنيين من قبل أميركا.
وكما فشلت أميركا في الهيمنة على العالم، مع انبثاق قوى نووية مكافئة ومناكفة مثل روسيا والصين، سيفشل الصهاينة في محاولاتهم الهيمنة على العالم العربي الذي يمتلك قنبلة ديموغرافية على مساحة جغرافية هائلة، لا يستطيع الصهاينة احتواءها عسكرياً أو السيطرة على شعوبها ذات الغالبية المسلمة، بما تمتلك من مشاعر الكراهية تجاههم كعصابات صهيونية محتلة لأرض عربية مقدسة، لا يمكن الثقة بهم، أو التعايش معهم، بعد هذه السنوات الطويلة التي فضحت جرائمهم ضد الفلسطينيين، واعتداءاتهم ومؤامراتهم على الدول العربية، وتحديهم للقانون الدولي، وعدم تقيدهم بالمواثيق والاتفاقيات الدولية، وقد تحولوا اليوم إلى كيان منبوذ عالمياً، يشهد بذلك خروج غالبية ممثلي دول العالم من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة من أمام الإرهابي نتنياهو، أثناء خطابه في الجمعية منذ أيام.
تمادى الإرهابي نتنياهو المطلوب القبض عليه من قبل محكمة لاهاي، كمجرم حرب فقد أعصابه، وهو يهدد بأن يد كيانه تصل أي مكان في عالمنا العربي، وكأنه وعل ينطح جبلاً- وأوهى قرنه الوعل - دون أن يعي حقيقة أنه فشل في فرض هيمنته بالقوة على جزء بسيط من منطقتنا العربية، غزة، وعلى مدى عام، فما بالك بمنطقتنا العربية بأكملها؟
التعليقات