جابر الهاجري

رجل ليس كالرجال، ذاق كل المرارات ولم يتزعزع إيمانه بالله عز وجل ولم تهبط عزائمه قط، هو أسطورة هذا الزمان، جاهد فسجن ما يقارب اثنين وعشرين عاماً وخلالها كان يخطط لأجل الحرية لشعبه المنكوب، هو قائد معركة طوفان الأقصى التي زعزعت العالم بأسره وجعلت قضية فلسطين هي المانشيت الرئيسي لكل وسائل إعلام العالم.

غزاهم في عقر دارهم وحطّم معنويات الجيش الذي لا يُقهر، ياله من قائد فريد ومقاتل شرس شجاع، يحيى السنوار هو أيقونة تحرير فلسطين وسيبقى خالداً مخلّداً في تاريخ الأمة، ألهب مشاعر المسلمين في كل مكان بتحديه الجريء لآلة القتل الصهيونية، وفي جرأته ومغامرته الكبرى عندما زعزع ثقة الاحتلال في نفسه وقدراته وأصبح المحتل أضحوكة، بل إن بيت أميركا الأبيض ارتعدت فرائصه خوفاً على الصهاينة من السنوار ومقاتليه الشجعان.

رحل أبو إبراهيم شامخاً، رحل حاملاً سلاحه في ساحة المعركة، لقد قالها إنه لم يعد لعمره بقية عندما قام هو ومقاتلوه بقصف تل أبيب العاصمة المزعومة للكيان الغاصب، لا نعلم أنفرح لأن السنوار حقّق أمنيته الأخيرة وهي أن يموت مستشهداً في ساحة المعركة أم نبكي على حالنا وحال أمتنا المنكوبة؟

رحمك الله أيها القائد البطل الشجاع يحيى السنوار، ورحم الله شهداء أمتنا كافة في فلسطين ولبنان، لقد رسمت طريق النصر ورحلت فرحاً بلقاء الله عزوجل، شهيداً شريفاً مجاهداً مؤمناً بالله تبارك وتعالى، متمسكاً بعقيدتك حتى اللحظة الأخيرة من عمرك. خلف السنوار ألف سنوار في فلسطين ولبنان، ولن يتوقف الجهاد حتى القضاء على أعداء الله وأعداء الإنسانية الصهاينة الذين لا يدينون بأي دين سماوي، بل إن الكثير من اليهود تبرأوا من الصهيونية ومن أعمالها الدموية ضد الأطفال والنساء والشيوخ في غزة المنكوبة.

رحمك الله يا أبا إبرهيم وجعل مثواك في جنة الفردوس مع الأنبياء والصديقين والشهداء... إنا لله وإنا إليه راجعون.

إلى لقاء.

jaberalhajri8@