عبده الأسمري

في ظل التغيرات والمتغيرات وانجراف «البشر» خلف الظهور والشهرة مع طغيان المصالح الشخصية والمطامح الذاتية تتجلى في أفق المجتمع الكثير من الأخطاء والسلوك غير المقبول والمسالك المشبوهة فيأتي «النظام» ليعلن كلمته ويبرز قوته في فرض صلاحياته التي تسهم في توظيف «الصواب» وتسخير «المنطق» ومحاسبة الخارجين عن مسار «الانضباط» ومعاقبة المتجاوزين لخطوط «الالتزام».

التربية أنواع وأساسها الأول ما تقوم به الأسر في منظومتها «الاجتماعية» من منطلق ديني وانطلاق تربوي ومنطق إنساني لترسم خارطة «العيش «أمام المنتمين إلى كيانها ووضع الأصول الكفيلة بإنتاج أشخاص أسوياء يسهمون في بناء المجتمع وخدمة الوطن وتتوالى المهمات عبر «الأجيال» وفق إرث قويم يعكس التنشئة السليمة والنشأة المباركة والتوجيه الصحيح للغنيمة من كل خير والسلامة من كل شر.

يأتي «الشر» في جلبابه المتلون والخفي ثم يرسم خرائطه «السوداء» على صفحات السواء فيعم «الخطأ» وتنتشر «الفوضى» وتتوالد «العشوائية» وتتشكل «الجريمة» ثم تظهر «السوءات» في السلوك والمسلك وتكشر «الخطيئة» عن أنيابها في وقت يرفع «النظام» رايته ويحقق غايته بتوظيف كل معاني الضبط ومنع التجاوزات ووقف الأخطاء ومحاسبة المتورط ومعاقبة المدان مما يجعله أداة استباقية لمنع الوقوع في المحظور ومنبع مستديم لتربية كل من يحاول المساس بالثوابت التي أمر بها الدين وشرعت لها القوانين.

تتخذ هيئة تنظيم الإعلام «قرارات «مفصلية من حين لآخر لإعادة الإعلام إلى سيرته الأولى بعد أن اتخذه الكثير مسرحاً مفتوحاً لتشكيل المشاهد واستخدمه آخرون لتمرير حيلهم الدفاعية وتفريغ عقدهم النفسية من خلال «انتاج» مخجل وتحول بعض البرامج إلى «تصفية» حسابات مع دخول «زمرة» من الساذجين للساحة وارتداء رداء ليس لهم والانتماء إلى قطاع لا يمثلهم وهو براء منهم..

مثلت خطوات تنظيم الإعلام في إصدار الشهادات «المهنية» ومتابعة الإعلانات والمحتوى الصادر من إعلان وغيره إستراتيجية هامة قضت على الكثير من «الأخطاء» ومنحت للإعلام رونقه بعد أن نفضت «غبار» العشوائية من على جوهر «الإنتاج» وطهرت «رداء» المنتج» الإعلامي من «درن» الدخلاء على المهنة وما ذلك إلا بدايات نتمنى أن تستمر بوضع خطوط عريضة مستقبلاً لوقف المهازل المغلفة بفلاشات المناسبات والتي يقف وراءها رجال أعمال وشركات كل همهم الشهرة والكسب من وراء سذاجة المشاهير وتفاهة المعلنين الأمر الذي يقتضي أن يتم تصفية «الساحات الإعلامية والوطنية والاقتصادية» من ترهاتهم وسخافتهم ومنعهم من إطلاق مسمى «الإعلامي» وحمايته من سوءاتهم في الإعلان والمضمون والفكر والتصريح والنشر في كل اتجاهاته.

منظومة الإساءة إلى المهن العريقة تتطلب تعاون الجهات المعنية وعقد ورش العمل ومحاسبة التجار الذي يحولون مناسباتهم التجارية واطلاق منتجاتهم الخاصة إلى احتفال إعلامي يثير الكثير من «التساؤلات» ويشوه الواقع الحقيقي للإعلام فهنالك «قنوات» مأجورة تسعى إلى هدم النسيج الاجتماعي وأخرى «مؤجرة» للنيل من القيم والثوابت، وهنالك من يستغل هذا التجمعات لبث «سموم» التشويه على صفاء «الصور الذهنية» الحقيقية للمجتمع..

بيننا مغمورون يلهثون بحثاً عن «الضوء» وسط ظلام «الإفلاس» مما يدفعه إلى استخدام «السناب» شات في تأجيج الفتن واظهار العصبية المقيتة والإساءة إلى «الفقير» والنيل من «المتعفف» ومصادرة «الكرامة» بكل معانيها ومنهم من يصنع لنفسه «هيئة» اعتبارية وهمية لا يمتلك أدني مقوماتها في وقت يتطلب الأمر تربية كل هذه النماذج من خلال النظام.

التربية بالنظام تسهم في تنظيم السلوك وتقييم المسلك وفرض الانضباط بكل صوره واتجاهاته وكلي أمل أن نرى قرارات قادمة تسهم في وقف الأخطاء المتوارية خلف ستار الأمان من العقوبة والسير مع موجة العشوائية ومنع الدخلاء والفضوليين والساذجين ممن يحاول تشويه المجتمع الناصع بالقيم والساطع بالهمم وكل من يسطو على مهنة من المهن بالانتحال أو الإيحاء أو تمرير أجنداته الخاصة!!