علي الزوهري

«زايد وراشد»، تاريخ مهم ونقطة فاصلة في عمر الإمارات، اجتماعهما الاستراتيجي نتج عنه قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من مبدأ الثقة والتنازل في سبيل توحيد راية الاتحاد من أجل قيام دولة لها كيان واحد وهدف واحد لبناء الإنسان، هذا المبدأ نتج عنه تأسيس دولة باتت في مصاف الدول العالمية والقوى الاقتصادية والتنموية، والنموذج الناجح للوحدة الوطنية، والأرض التي يعيش عليها كافة البشر بالعدل والمساواة.

الرؤية والفطنة واتخاذ القرار أهم صفات القادة الناجحين، هكذا كان زايد وراشد. حملة «زايد وراشد»، احتفاء تاريخي بشخصيتين وضعتا أول يد بيد تتحد من أجل مفهوم رؤية الاتحاد من أجل الشعب، المعجزة التي لم يكن الكثير من حولنا مهتماً بها أو يراها فكرة ناجحة، كلمة وحدت الصفوف وجمعت القلوب وأرست دعائم الاتحاد ونهضت الإمارات الـ7 لتشكل الكيان الرئيسي لقيام الدولة، ولتحقيق هدف مشترك وهو اتحاد إماراتنا.

لقد أدرك الشيخ زايد والشيخ راشد، أن القوة الفكرية والرؤية الاستراتيجية التي جمعتهما يجب أن تنصب في خدمة الشعب، وتعزيز مؤسسية الخدمات ودعم التعليم وبناء مجتمع مثقف وغرز المبادئ والقيم الأخلاقية في شعب الاتحاد.

نموذج دولة الإمارات هو صورة زايد وراشد، والآباء المؤسسين الذين وثقوا برسالة الاتحاد والوحدة الوطنية التي ستجمعهم وتوحد كلمتهم والنهوض بدولة عربية متحدة الصف. إن استحضار هاتين الشخصيتين الوطنيتين في مبادرة وطنية سباقة في آثارها ومبادئها الواضحة، هي بمثابة ترسيخ لقصة تاريخية تتشكل في صورة واقعية كان لها عمق وطني في بناء الوطن، اليوم يعيش في دولة الإمارات ملايين البشر بتعدد ثقافاتهم ولغاتهم ودياناتهم المختلفة، يعيشون بسلام وتعايش تام لا يجدونه في أرقى الدول وأقدمها.

الاتحاد فكرة بحثت عن الأمل وتحققت، وهذا ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شاهداً على ميلاد الاتحاد، حينما قال الشيخ راشد للشيخ زايد: على بركة الله وأنت الرئيس، لتشهد فجراً جديداً من مرحلة التقدم والإنجازات، بداية رحلة قيام دولة الإمارات.