سلطان ابراهيم الخلف

سواء فاز ترامب أو كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ستظل مأساة حرب الإبادة في غزة وفلسطين المحتلة قائمة، وربما تكون أكثر سوءاً، وليس هناك ثمة أمل لدى الشعوب العربية تجاه مرشحي الرئاسة.

فترامب صرّح بشكل مباشر دعمه لما يقوم به الإرهابي نتنياهو من حرب إبادة على غزة، وهو الذي اعترف عندما كان رئيساً بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة التي اعترف بها كعاصمة أبدية للكيان الصهيوني. وكان يتباهى بأن أصبح لديه حفيد يهودي من ابنته إيفانكا، زوجة كوشنر اليهودي، بعد أن تحوّلت ابنته إلى الديانة اليهودية، ما يدلك على أن تظاهر ترامب كمسيحي ما هو إلّا للاستهلاك الانتخابي، وكسب الناخبين من اليمين المسيحي المتطرّف.

أما كامالا هاريس، فموقفها لم يختلف عن موقف رئيسها بايدن الداعم للصهاينة عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، وهو قد اعترف بأنه مسيحي صهيوني، ولم تبد كامالا موقفاً صريحاً من إدانة جرائم الإبادة أو المناداة بوقف الدعم العسكري عن الصهاينة، واكتفت بالدعوى لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة وحق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه. فكلا المرشحيّن للرئاسة ذوا خلفية داعمة للكيان الصهيوني، ويخشى الاثنان إثارة حفيظة «أيباك» التي تتولى تمويل الحملات الانتخابية الرئاسية، والضغط على المرشحين للرئاسة.

لذا، ما لم يكن للعرب موقف ملموس ومؤثر في معارضة حرب الإبادة في غزة التي يشنها الصهاينة، والعدوان على لبنان، كموقف دولة جنوب أفريقيا التي فضحت جرائم الصهاينة في غزة، أو موقف غالبية شعوب العالم التي تطالب بوقف الدعم العسكري عن الصهاينة ووقف الحرب... فسوف يستمر الرئيس الأميركي القادم في دعم جرائم الإبادة الصهيونية، وتنفيذ «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، ما يهدد مستقبل الشعوب العربية، ووضعه تحت الإرادة الصهيونية.

غالبية الناخبين العرب والمسلمين في أميركا الذين يعتبرون غزة قضيتهم الرئيسية، يواجهون قراراً صعباً في اختيار مرشح الرئاسة القادم، فمن غير المعقول التصويت لترامب، ويفضّلون التصويت لمرشحة الحزب الأخضر المستقلة الطبيبة اليهودية جيل ستاين، التي نددت مراراً بجرائم الصهاينة في غزة، من منطلق مواقفها الإنسانية ودعايتها الفاضحة لعصابات الكيان الصهيوني.

تأتي بعدها كامالا هاريس، أهون الشرّين، مقارنة بترامب الشعبوي العنصري الفوضوي، الذي يتطلّع الإرهابي نتنياهو إلى فوزه في الانتخابات، من أجل ضم الضفة الغربية بالكامل إلى كيانه، يساعده في ذلك غياب الموقف العربي الجاد والواضح مما يحدث في ساحة منزلهم.