عقل العقل

للأسف أن أغلبية الإعلام الرياضي عندنا هو إعلام أندية فكل إعلامي ينصب تفكيره وتركيزه على قضايا ناديه ولو حاول البعض تجميل طرحه بشكل آخر، وخاصة فيما له علاقة بالمنتخب السعودي؛ لأنهم يعرفون أن هذا ولاء مسلم فيه أو يفترض فيه ذلك، أحدهم وكأنه يبحث عن الترند في السشوشال ميديا أو في البرامج الرياضية فجّر خبراً هو مصدره الوحيد ومضمونه أن الاتحاد السعودي أو أحد مسؤوليه اتصل على اللاعب سالم الدوسري ليخبره بضم النجم سلمان الفرج ومن ثم فإن شارة الكبتنية سوف تذهب من سالم إلى سلمان، وكأن هذه القضية هي الأساس في المباريات الحساسة التي سوف يخوضها المنتخب في الأسابيع القادمة، أتوقع أن لاعبي المنتخب أكبر من هذه الحساسية والإشكالية إن كان سالم أو غيره هو الكابتن ولكن البعض من إعلاميي الأندية للأسف هذا هو تفكيرهم ويريدون أن يجروا الإعلام الرياضي المتزن والوطني إلى هذه القضايا الفارغة، والتي قد تخلق إشكاليات داخل أجواء معسكر منتخبنا الوطني، مع أن مسألة شارة الكابتنية يفترض أن تكون مسألة داخلية في معسكر المنتخب، وأن تم تغييرها من لاعب إلى آخر فليس هناك مشكلة أو قضية، ولكن البعض للأسف يحاولون أن يهاجموا لاعبي أندية محددة لها علاقة مباشرة بمنافسات الدوري المحلي، أعتقد لو افترضنا أنه كان هناك اتصال مع سالم الدوسري فهذه تحسب لإدارة المنتخب، وهذه الإدارة يفترض ان تكون على تواصل مستمر مع لاعبيها دائماً وحتى لو ناقشوا مع هذا اللاعب قضية القيادة فلا إشكالية فيها، بل هي من باب الدعم النفسي لأي لاعب في الفريق، وللأسف أرى أن هؤلاء قد نجحوا في خلق قضية رأي عام من لا شيء رغم أن الاتحاد السعودي كذب مثل هذه الادعاءات المغلوطة.

هذه الحملة على سالم الدوسري بدأت قبل إضاعة ضربة الجزاء أمام منتخب البحرين، ولكنها زادت شراسة بعد إضاعته ضربة الجزاء، وبالتالي فإن الحملة ليس لها علاقة بنتائج المنتخب الماضية أو القادمة هي ضد نادي الهلال وتفرّده بالبطولات في هذه المرحلة، وإصابة سالم في مباراة الهلال والاتفاق أراها عادية وتحدث في الملاعب كل يوم، رغم ذلك نجد أن هذه الأصوات تختلق القصص والسرديات غير المنطقية مع أن نادي الهلال وحساباته الرسمية لم تشر إلى ما يردّدونه من أن الإصابة كانت مقصودة، وتستمر الحكاية ذاتها بالصراخ والعويل والتمني بأن يعاقب مدرب الهلال جيسوس بسبب ما قاله في المؤتمر الصحفي بعد تلك المباراة وأعتقد أنه من حقه أن يعبر عن غضبه بسبب ما يتعرض له بعض لاعبيه من إصابات قوية تبعدهم عن المنافسات والاستحقاقات المهمة للفريق، وللأسف هذه المجموعة التي تدعو إلى معاقبة جيسوس من لجنة الانضباط ليس هم من شككوا بالحكام، وهي ثقافة متأصلة بثقافتهم على كل المستويات الإدارية والمدربين والإعلام.. أتمنى من المنظومة الهلالية كما عودتنا دائماً الابتعاد عن هذه القضايا الشكلية والتي لن تجلب الفوز والبطولات لأي فريق.